توجد مقبرة عين البنيان غرب العاصمة منذ السنة الماضية في وضعية سيئة بفعل سيول الأمطار التي صارت تشكل خطراً على حرمة الموتى وتهدد بجرف الرفات، وإخراجها من القبور، حيث تسببت الأمطار التي تساقطت في الأشهر القليلة الماضية في هدم الجدار الفاصل بين المقبرة والحي المجاور، مما جعل الأوحال تغمر جزءاً منها الأمر الذي أثار استياء أهالي الموتى الذين يأتون يومياً لزيارتهم. وفي جولتنا للمقبرة التي تتسع لأزيد من ثمانية هكتارات لاحظنا أنها امتلأت عن آخرها، وصار السكان في حيرة من أمرهم، متسائلين أين سيدفنون موتاهم مستقبلاً، وفي هذا الصدد ذكر لنا أحد المواطنين وجدناه بالمكان، أنه إذا لم تقم الجهات المعنية بتوسيع المقبرة التي امتلأت عن آخرها وتشبعت أو اقتراح إنشاء مقبرة أخرى فإن ذلك سيشكل عائقاً كبيراً أمام المواطنين لاسيما سكان البلدية في "ستر موتاهم"، مشيراً إلى أن المساحات الفاصلة بين القبور صارت قبوراً أيضاً، وبالتالي لم يعد ممكناً للأهالي السير بينها. أما حارس المقبرة فذكر لنا أن السيول الآتية من الحي الواقع في منحدر صارت تشكل خطراً كبيراً على حرمة الموتى، مطلعاً إيانا على وضعية القبور التي امتلأت بالطين، وأنه إذا لم تقم الجهات ببناء السور المهدم وتحويل مسار السيول بطريقة لائقة فإن الوضعية ستزداد سوءاً، ويلاحظ الزائر للمقبرة أن قوة المياه المتدفقة من الجهة الشمالية هدمت جزءا كبيراً من السور، خاصة وأن الحي المحاذي تنعدم به التهيئة، ويتم صرف مياه الأمطار به بطريقة فوضوية، وأشار محدثنا إلى أن العديد من السكنات المحاذية للمقبرة بات يهددها خطر انجراف التربة، مما يتعين على المصالح المعنية الإسراع في تهيئة الحي وإزالة مسببات الفيضانات. وتذكر مصادر مطلعة ببلدية عين البنيان أن مشكل العقار صار هاجساً كبيراً لاسيما بعد الاكتظاظ الكبير الذي تشهده المنطقة جراء تشييد المساكن الفردية على حواف المقبرة، مما يمنع من توسيعها مستقبلاً، ويذكر السكان أنهم ناشدوا مراراً تدخل السلطات المحلية غير أن هذه الأخيرة لم تلتفت لأي من المناشدات التي رفعها لهم المواطنون منذ أكثر من سنة. وتذكر مصادرنا أن بلدية عين البنيان اقترحت أكثر من أرضية على الدائرة الإدارية للشراقة التابعة لها، إلا أنها لم توافق عليها، مما أبقى على المشكل، ولذلك يطالب السكان الوالي المنتدب للشراقة بزيارة المقبرة للاطلاع على الوضعية غير اللائقة التي صارت عليها منذ السنوات الماضية.