صورة لفيضان عين افقه أثبتت البلديات الشمالية لولاية الجلفة مرة أخرى أنها غير قادرة على استيعاب كميات الأمطار التي تتهاطل عليها وهذا ما تجسد على أرض الواقع خلال نهاية الأسبوع الماضي حيث تسببت أمطار طوفانية مصحوبة بحبات كبيرة من البرَد تساقطت في اليومين الأخيرين على كل من بلديات عين وسارة , سيدي لعجال , البيرين , حد الصحاري وعين افقه في اضطرابات كبيرة أعادت المنطقة إلى أجواء الشتاء القارس ونشرت الذعر وسط السكان جراء تدفق السيول بشكل نادر الحدوث. وقد توقفت حركة المرور على عدد كبير من الطرق ولحسن حظ سكانها لم تدم سوى دقائق معدودة وإلا كانت ستحدث كارثة لا تختلف عن كارثة باب الواد المشهودة . ففي عين وسارة تسببت الأمطار الطوفانية في انهيار جزئي لعشرات المساكن وتشريد أكثر من 70 عائلة ووفاة شابين من سكان حي المحطة يبلغان من العمر 12 و 14 سنة في بركة مائية استحدثت أثناء الفيضانات الأخيرة يصل عمقها حوالي 4 متر تقع بين المقبرة وحي المحطة بعد انزلاق الأول ومحاولة إنقاذه من طرف الثاني كما تدخلت قوات الجيش والدرك والأمن الوطني وإنقاذ 57 شخصا من الهلاك بوادي بوغزول بالمخرج الشمالي لبلدية عين وسارة على مستوى الطريق الوطني رقم 1 ووفاة شيخ سنه 85 سنة من ولاية غرداية بعد سقوط سيارة تقل أربعة أشخاص بذات الوادي بمنطقة الخشم . كما عاش سكان بلدية عين افقه ليلة الأربعاء إلى الخميس الماضية حالة استنفار قصوى جراء السيول التي حوّلت الطرقات إلى برك وأنهار أغرقت سيارات ، وغمرت مئات المساكن لتفرض على قاطنيها مغادرتها أو الفرار إلى أسطحها خوفا من الهلاك وأغرقت مقر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني في السيول والأوحال بعد فيضان وادي الشيخ بختي الذي يشق حي المسجد العتيق متسببا في تشرد أكثر من 120 عائلة , وفيضان وادي الخرج الذي يتوسط حي فاضل علي مخلفا تشرد أكثر من 90 عائلة ووادي المقبرة الذي تسبب هو الآخر في تشريد أكثر من 110 عائلة بالإضافة إلى عشرات العائلات الأخرى التي غرقت مساكنها في الأوحال حتمت على أصحابها مغادرها خوفا من انهيارها بعد تهاطل كميات معتبرة من الأمطار والتي استمرت لمدة 45 دقيقة وبالتالي تحولت شوارع وأحياء مدينة عين افقه إلى برك مائية وفيضانات في بعض المناطق ، ما أدى إلى إعلان حالة طوارئ بين السكان خاصة إذا علمنا بأن جل السكنات المشكلة للمدينة طوبية وبنسبة تفوق ال 70 ٪ ما جعل العديد من السكنات مهددة بالانهيار خاصة تلك التي غمرتها المياه. مما أجبر السكان على مغادرة منازلهم أو الصعود إلى أسقفها للنجاة بأنفسهم بعدما لحقت الأضرار بأثاثهم المنزلي علما أن ارتفاع الماء فاق ال 3 أمتار في عدة مواقع , . هذا بالإضافة إلى الإتلاف الكلي لشبكة المياه الصالحة للشرب والمياه المستعملة بمختلف الأقطار والانسداد الشبه كلي لمجاري المياه إثر انجراف الأتربة والحجارة . بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي مما زاد في تأزم الوضع وصعب في مهمة فرقة الحماية المدنية ورئيس دائرة حد الصحاري بعد تنقله ليلا إلى أحياء وشوارع بلدية عين افقه لتبقى أكثر من 450 عائلة بعين افقه وحدها تبيت في العراء تنتظر التكفل بها . وفي بلدية البيرين تسببت الأمطار الغزيرة المصحوبة بحبات البرد في تحطيم أسقف أكثر من 14 منزلا اضطر سكانها إلى مغادرتها خوفا من تعرضهم لأي مصيبة محتملة.بالإضافة إلى تحطيم الزجاج الأمامي والخلفي للعديد من السيارات , أما ببلدية حد الصحاري فقد أثارت الأمطار حالة خوف وذعر شديدين في نفوس سكان البناءات الهشة وسقوط بعد سقوط بعض أجزائها . ولعل أهم ما ميز طرقات الجهة الشمالية لولاية الجلفة التي غرقت منذ أول وهلة من نزول أولى قطرات الغيث هو أن جل الطرقات الرئيسية مقطوعة أو تمر عبرها المركبات بصعوبة كبيرة حيث توقفت حركة المرور بشكل كلي لساعات طويلة على مستوى كل من الطريق الوطني رقم 40 ب في شطره الرابط بين بلديتي عين وسارة والبيرين عند النقطة الكيلومترية رقم 23 بالمخرج الشرقي لبلدية بنهار وكذا في شطره الرابط بين عين وسارة وسيدي لعجال , الطريق الوطني رقم 89 الرابط بين بلديتي حد الصحاري وعين افقه في خمس نقاط , الطريق الرابط بين القرنيني والصقيعة . الطريق الرابط بين حد الصحاري وعين وسارة . لتبقى العائلات المتضررة تنتظر التدخل الجدي من طرف السلطات الوصية والإبتعاد عن تقديم الوعود الجوفاء لأن الأمر هذه المرة يتعلق بالأرواح البشرية.