كشف كريستوفر روس الموفد الاممي الخاص إلى الصحراء الغربية بعد محادثات مع الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز أن هوة الخلاف بين موقفي طرفي النزاع مازالت متباعدة في إشارة واضحة إلى فشل مهمته إلى المنطقة شهرا قبل تقديم تقريره السنوي إلى مجلس الأمن الدولي.وأمام وضعية الانسداد التي انتهى إليها الدبلوماسي الأمريكي فقد طالب كل الأطراف المعنية بالنزاع الصحراوي بالتفكير جماعيا من اجل الخروج من هذه الوضعية التي وصل إليها مسار السلام بين جبهة البوليزاريو والمغرب. وجاءت دعوة الموفد الاممي بعد لقاء جمعه، أول أمس، بالمسؤولين الصحراويين وفي مقدمتهم الرئيس محمد عبد العزيز بمخيمات اللاجئين في ثاني محطة له ضمن جولته المغاربية الجديدة التي بدأها الخميس الماضي بالعاصمة المغربية الرباط وينتظر أن يختتمها بعد غد الخميس بزيارة كل من نواقشوط والجزائر. وقال روس بعد استقباله من طرف الرئيس الصحراوي بأن الهدف من زيارته هو مطالبة الجميع بالمشاركة والتفكير "حول الطريق الذي يجب علينا أن نسلكه للخروج من المأزق القائم خصوصا بعد زيارة المغرب ومخيمات اللاجئين الصحراويين". ويكون المسؤول الاممي قد اضطر إلى رفع مثل هذا الطلب بعدما خابت آماله في الرباط التي كرر مسؤولوها على مسامعه نفس خطاب التعنت المصر على فرض مخطط الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع والرافض لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية. كما أشار إلى استمرار تباعد الهوة بين الجانبين وقال "انه من الواضح بأن موقفي طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليزاريو لا زالت متباعدة". لكن المبعوث الأممي الذي يدرك جيدا أن المغرب يبقى الطرف المعرقل في تسوية هذا النزاع، أعرب عن قناعته "بحسن نية الجميع التي ستمكن من التوصل إلى حل لهذه القضية التي تلقي بثقلها على المنطقة منذ 35 سنة". وقال إنه أجرى سلسلة من المحادثات مع كبار مسؤولي جبهة البوليزاريو بشأن الخطوات المقبلة المطلوبة في "مسار البحث عن تسوية سياسية متفق عليها تضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي وتتيح للمقيمين بالمخيمات العودة إلى أرضهم". مقابل ذلك توسعت حركة الإضراب عن الطعام التي يشنها سجناء رأي صحراويون داخل السجون المغربية بعدما انضم العديد من المعتقلين السياسيين الصحراويين بسجن تزنيتجنوب المغرب إلى الإضراب المفتوح عن الطعام الذي شرع فيه منذ الخميس الماضي النشطاء الحقوقيون الصحراويون الستة المعتقلين بسجن سالا العسكري المغربي. وانضم خمسة معتقلين صحراويين بسجن تزنيت المغربي إلى الإضراب عن الطعام ابتداء من يوم السبت ردا على الانتهاكات المغربية لحقوق الإنسان في المناطق المحتلة فيما انضم إليهم أربعة آخرون اول أمس. وتوقعت مصادر حقوقية صحراوية ان تعم موجة الحركة الاحتجاجية بقية المعتقلين الصحراويين عبر السجون المغربية الأخرى. يذكر أن النشطاء الحقوقيين الصحراويين المعروفين بمجموعة الستة المعتقلين بسجن سالا العسكري بالمغرب شرعوا منذ الخميس الماضي في إضراب مفتوح عن الطعام مطالبين بمحاكمتهم او إطلاق سراحهم وهم الذين تعرضوا للاعتقال بسبب زيارة أهاليهم في مخيمات اللاجئين.