قدمت فرقة "الأنوار" التابعة لدار الثقافة "رشيد ميموني" ببومرداس، أول أمس، عرضها المسرحي "الفراشة المغرورة"، الذي افتتح البرنامج التنشيطي للديوان الوطني للثقافة والإعلام من 22 الى 31 مارس تزامنا والعطلة المدرسية الربيعية. شدت هذه الفرقة انتباه الجمهور الصغير لمدة ساعة تقريبا، وبدا العرض وكأنه فيلم كارتوني من فرط تقمص الفنانين للأدوار، خاصة دور الفراشة، النملة، البعوضة وحتى البستاني والملكة. الديكور كاد يكون أخضرا مائة في المائة، حيث تجسدت فيه الأشجار والحقول وغيرها على الرغم من بساطة هذا التجسيد، وانقسم الديكور الى مشهدين (مجسمين) هما مجسم الحقول والغابة ومجسم القصر والحديقة (ديكور شباطة سامية). أكثر الشخصيات التي جلبت انتباه الصغار، هي الفراشة التي جسدتها بعبقرية الممثلة بن قمرة آمال، وكانت بحق تشبه فراشة ذات جمال برئ وشعر طويل وأجنحة وردية وقوام رشيق ببدلة وردية فضية تفصلها قطعة قماش من الريش، هذا المخلوق الجميل كان ينط ويلعب ويغني ويستهزئ بمخلوق آخر جسده بعبقرية أيضا الممثل حليش رضوان، حيث أدى دور النملة وكاد يقنع الجمهور بأنه نملة فعلا، وما ساعده على ذلك هو اللباس الذي كان يبدو حقا جسم نملة، خاصة في القرنين واليدين التي كانت تتحرك بشكل ميكانيكي، اضافة الى يدي الممثل. فضلت الفراشة حياة الرغد وراحت تعيش في القصر وحديقته متكبرة على أهلها ضاربة عرض الحائط كل ما يخص علاقتها بوالديها اللذين نصحاها بعدم المجازفة، وساخرة من أصدقائها، خاصة النملة والبعوضة اللذين كانت تحتقرهما لأنها الأجمل والأقدر على الطيران، وهكذا رحلت إلى القصر لتقابل البستاني (حليش رضوان) لينصحها بعدم الاقتراب من وردة كانت مغروسة في الحديقة (جسدتها على الخشبة وردة آلية ينبعث منها دخان)، لكنها سارعت الى مص رحيقها وسرعان ما تغير شكلها لتبدو وكأنها محروقة، شعرها مجعد، وجهها أسود وجناحيها مكسورين، لتبكي حالها، وهنا ظهرت ملكة الأحلام (زياد ناريمان) بفستانها الملكي الأحمر وبتاجها الذهبي وتنصح الفراشة بأن تطلب الاعتذار من أهلها وأصدقائها وأن تعود الى الغابة كي تستعيد جمالها، وبالفعل حدث ذلك لتبدأ الأفراح وتؤدي الفرقة أغنية عن الصداقة وحب الناس. في لقائها مع الفرقة، أشار بعض أعضائها ل"المساء"، أنهم سعداء بهذه التجربة الجميلة وأنهم يتكونون ضمن ورشة المسرح التابعة لدار الثقافة رشيد ميموني ببومرداس وهذه الفرقة تقدم أعمالا للكبار وللصغار، وقد نالت احدى مسرحياتها "الانقلاب" (للكبار) جائزة أحسن عرض متكامل في المهرجان الوطني المسرح الهواة بمستغانم، وفي المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي نالت الفرقة جائزة أحسن أداء نسائي وأحسن إخراج. للإشارة، الفرقة فتية لم تتم سنة من عمرها ويؤطرها المخرج أحمد دراوي، الذي تحدث ل"المساء" عن تعاونية "بذور الفن" الموجودة في طور الإنشاء على مستوى دار الثقافة ميموني، هذه التعاونية هي من ستسوق مستقبل المسرحيات المنجزة. وعن مسرح الطفل، أكد المخرج أنها تجربة جميلة ينوي مواصلتها، حيث أخرج عملا مسرحيا للطفل بعنوان "الصديقان" ونال الإعجاب. بعد العرض خصصت فقرة للتعارف واللعب والغناء نشطتها "طاطا بسمة" التي تتكفل بتنشيط هذه الفقرات طوال هذه الأيام، إضافة الى تنشيطها فقرات الصغار كل جمعة وسبت بقاعة الموقار والأطلس.