تحتضن قاعة الموار منذ 22 ديسمبر وإلى غاية 31 منه برنامجا خاصا بالأطفال تماشيا والعطلة الشتوية، بالمناسبة حضرت "المساء" أمس جانبا من العروض المسرحية والترفيهية وسجلت الاقبال الكبير للعائلات العاصمية على هذا البرنامج الذي دأب الديوان الوطني للثقافة والإعلام على تنظيمه. الموعد أمس، كان مع جمعية "الثريا" للفنون الدرامية والمسرح بتيارت التي قدمت عرضا بعنوان "طلقة الوحدة" من تأليف وإخراج عبد الصمد صادق الأمين. العرض الذي دارت أحداثه في 50 دقيقة يحكي قصة دارت إبان الثورة التحريرية بطلتها الصغيرة "فاطمة" التي تعاني كغيرها من أطفال الجزائر في تلك الفترة من حقها في حياة كريمة وفي التعليم، في أحد المشاهد وبينما هي في أحد المتاجر لشراء الخبز وتتابع الأطفال وهم يلعبون قامت غارة جوية للطيران الحربي الفرنسي فسقط أحد الجزائريين شهيد وأعطاها أمانة (عبارة عن وثائق سرية) كي تحافظ عليها ومن هنا بدأت الأحداث تتوالى، الملاحظ هو براعة تمثيل هؤلاء الصغار الذين لا يتجاوز سن أغلبهم ال10 سنوات فلا تلعثم ولا اصطناع في الدور مما شد انتباه الجمهور الصغير الحاضر، زد على ذلك قوة الحوار وسلاسة اللغة التي كانت بالدارجة. في حديثه مع "المساء" أشار رئيس الفرقة السيد تين علي أنه يعمل مع باقي الأعضاء على ترقية الفن في ولايته وإيصال رسالته الى كل الجزائريين، تحدث أيضا عن الفرقة التي تأسست في 15 سبتمبر 2006 والتي تقدم انتاجا وفيرا من حيث الكم والنوع، لذلك فقد أنجزت عدة أعمال منها مثلا "بشار في أرض الشطار" و"زهرة الاخلاص" و"الحلم العربي"، و"الأرنوبة والشجعان"، وحاليا تحضر الجمعية مسرحية "كلها وحكمته". تتكون الجمعية من 15 عضوا منهم 10 أطفال وهي تنشط على مستوى دار الشباب بمهدية بتيارت والتي تلقى الدعم الكامل خاصة الفني من السيدة المديرة بحري بختة والتي تساعد حتى في ماكياج الممثلين. يرى السيد تين أن مهدية ستكون عاصمة مسرح الطفل في تيارت وربما في الجزائر والساحة الفنية فيها خصبة علما أن بها 3 فرق مسرحية خاصة بالأطفال. للإشارة فإن الفرقة شاركت في عدة تظاهرات ثقافية عبر العديد من ولايات الوطن ونالت جوائز وطنية هامة، وعرض أمس يعتبر العرض الرابع لها بالعاصمة (الموقار). الجمعية تنشط أيضا من خلال منشطيها في برامج التوعية الهادفة والتحسيس (البيئة مثلا) في المدارس والبلديات مقدمة مختلف برامج الترفيه. أمل رئيس هذه الفرقة كما عبر بذلك ل"المساء" هو إنشاء مدرسة لمسرح الطفل علما أن هذا المسرح يعرف نهضة مهمة بعد السبات الذي عاشه منذ سنوات، كما دعا إلى تثمين المسرح في المؤسسات التربوية. للتذكير، شمل برنامج أمس أيضا فترة تنشيطية مع "طاطا بسمة" تضمن حوارات خفيفة مع الجمهور الصغير واستضافات لبعض الصغار على المنصة، والرقص على أغاني برمجها عمو فيصل، كما خصصت فترة للأولياء لمناقشة بعض اهتمامات الطفل.