الدولة وفرت كل الإمكانات لإنجاح أول موعد قاري تنظمه الجزائر كشف السيد كريم تاميمونت رئيس الاتحادية الجزائرية للرماية في حديث ل"المساء"، أن الرماية الجزائرية في السنوات الأخيرة أصبحت لها كلمتها على الساحة القارية وهي تسير بخطى ثابتة نحو البروز عالميا. وأضاف محدثنا أن الجزائر سترفع التحدي في البطولة الإفريقية التي ستنظمها الجزائر لأول مرة في تاريخ اللعبة من 21 إلى 28 مارس الجاري. - غابت الفدرالية عن الساحة الرياضية لفترة معينة ثم عادت الى الواجهة في ظرف زمن قياسي، الى ماذا ترجعون أسباب التوقف؟ * حقيقة توقفت الاتحادية عن نشاطها الرياضي لفترة عامين كاملين (2004 -2006)، سببه عراقيل عديدة واجهت مسيرتها في مقدمتها ادعاء عدة أشخاص بأن الرماية لا يمكن إدراجها ضمن الممارسات الرياضية، وزيادة على ذلك غياب سياسة تطويرية مدروسة ما جعلها لعبة تفقد بريقها الحقيقي وتصبح مهمشة، والحمد لله عدنا من الباب الواسع، حيث استلمنا المهمة كمكتب مؤقت فحاولنا لم شمل عائلة الرماية، وحققنا انطلاقة مقبولة حيث انتزعنا في وقت قصير نتائج جيدة على المستوى القاري سواء لدى الذكور أو عند الإناث، وعليه يمكن أن نؤكد أننا وضعنا هذه الرياضة على السكة السليمة بفضل تفاني الطاقم الإداري والفني الذي يعمل من أجل الارتقاء بالرماية وفقط. - قلتم إن الرماية الجزائرية عادت من الباب الواسع، ما هي مؤشرات ذلك؟ * أصبحت للرماية الجزائرية كلمتها بواسطة شبان رفعوا التحدي فأثبتوا علو كعبهم في كثير من المواعيد، وذلك بفضل البرنامج الفني الذي سطرته الاتحادية، حيث طبقنا جزءا منه، خاصة فيما يتعلق بالتنظيم وهيكلة الفرق الوطنية والسهر عليها، وسنعمل جاهدين على المدى القريب لتجسيد الجزء الآخر الذي تنصب حوله اهتماماتنا بالدرجة الأولى على تكوين المواهب الشابة باعتبارها الخزان الأساسي للنخبة الوطنية، لكن هذا المشروع ستواجهنا في تطبيقه بعض المتاعب، وهي النقص الفادح في المكوّنين والمؤطرين المتخصصين في هذا المجال. - أمام هذا الوضع، أكيد أنكم فكرتم في حلول تتجاوز كل العقبات؟ * بطبيعة الحال، فالاتحادية تسعى بالتعاون مع الإطارات المتخصصة لإيجاد الحلول لكل المشاكل، خاصة وأن الرماية الجزائرية بدأت تنتعش، لقداقترحنا الاستنجاد بخبراء عالميين يشرفون على تقديم دروس تكوينية لمدربينا حتى نضمن بلوغ المستوى العالمي، الى جانب الاهتمام بالمواهب الشابة من خلال إقامة دورات مفتوحة بغرض جلب عدد أكبر من الممارسين في معظم أنحاء الوطن، بالإضافة الى ذلك إنشاء مراكز رياضية خاصة بالرماية لإقامة التربصات. كما لا ننسى الاهتمام بتكوين قائد المنافسة ونعني به الحاكم، خصوصا وأن الرماية الجزائرية أضيف إليها اختصاص ثالث بعد الأسلحة الملساء وغير الملساء، هو "الرمي بالقوس والسهم"، وكان ميلاده بصفة رسمية خلال البطولة المغاربية التي احتضنتها الجزائر في شهر سبتمبر 2007، حيث تمكنّا من تشريف الألوان الوطنية بإحراز ميداليتين واحدة ذهبية في الفردي وأخرى فضية حسب الفرق. - على ذكر إنشاء مراكز للرماية، استفدتم بمناسبة الألعاب الإفريقية التي احتضنتها الجزائر من مركز كبير للرماية، ما تعليقك؟ * صحيح، كانت الألعاب الإفريقية التاسعة فاتحة خير علينا بحصولنا على جوهرة ثمينة متمثلة مركز كبير للرماية بتيبازة، يحتوي على مواقع خاصة بالأصناف الثلاثة سالفة الذكر، وهو الثالث عالميا بعد مركزي سويسرا والمغرب، وما تزال الأشغال فيه قائمة وسنعمل على تطويره أكثر، خصوصا وأنه يتمتع بمزايا جمالية كبيرة، حيث يتواجد في موقع استراتيجي سياحي مثالي تحدّ جوانبه الجبال وواجهته تطل على البحر، فهذا المركب يعد مشروع دولة ومصدرا للعملة الصعبة من قبل أكبر رماة العالم، وكذا من الجانب السياحي، كما سيسمح للجزائر بتنظيم منافسات دولية عالية المستوى، ويصبح أيضا مركبا مركزيا يجمع أحسن الرماة الجزائريين من مختلف الرابطات (باتنة، الجلفة، تيارت ووهران)، يسهرون على تدريب الفئات الصغرى، وكذا كبار الحكام لتكوين الحكام الشبان، خصوصا وأنه يتوفر على أجهزة ذات مقاييس عالمية في جميع الاختصاصات، مما يسهل عملية التأطير، وكذا مواكبة المستويات العالمية. - لكن يبقى هذا المركز مغلقا لحد الآن؟ * في الحقيقة نعم، أردنا أن تكون الفائدة عامة وعلى أكمل وجه وذلك بعد انتهاء الأشغال به، فأبوابه مفتوحة فقط للمنتخب الوطني بأصنافه الثلاثة (الأسلحة الملساء، غير الملساء والرمي بالقوس والسهم). - أنتم على أبواب استضافة البطولة الإفريقية لأول مرة في تاريخ الجزائر، كيف تجري التحضيرات؟ * صحيح، الجزائر ستستضيف البطولة الإفريقية الأولى في تاريخها بميدان شنوة (بتيبازة)، والتحضيرات تجري على قدم وساق من أجل إنجاح هذا الحدث القاري الذي سيحضره عدد معتبر من الدول الإفريقية التي أكدت مشاركتها مؤخرا. - من هي؟ * المغرب، السودان، تونس، ليبيا، الكاميرون، جنوب إفريقيا، السينغال، مصر والجزائر البلد المنظم. - هل قدمت لكم الوصاية الدعم اللازم لإنجاح الحدث؟ * بطبيعة الحال، وزارة الشباب والرياضة دعمت الاتحادية وقدمت لنا مبلغا ماليا محترما بهدف إنجاح هذا الموعد الهام. - كيف سيكون حفل الافتتاح؟ * حفل الافتتاح سيجري بالقاعة الشرفية لفندق الأزرق الكبير بتيبازة، حيث سيتم استعراض الوفود المشاركة بحضور إطارات رياضية كبيرة، نذكر منها رئيس الكونفدرالية الإفريقية منير ثابت وماكس موكل ممثل عن الاتحاد الدولي والمراقب التقني التابع للكونفدرالية الإفريقية والمدير العام للاتحاد المصري السيد عبد الحميد غالب، بعدها مباشرة ننطلق في تقديم البرنامج الثري الذي أعدته الاتحادية والذي هو عبارة عن حفل أندلسي تنشطه إحدى الفرق العاصمية، بالإضافة الى فرق فلكلورية ترصد ثقافات وحضارات الجزائر. وعلى هامش هذا الحفل الافتتاحي سيتم عقد الجمعية العامة للكونفدرالية الإفريقية. - كيف تجري تحضيرات الفرق الوطنية وما هي الاختصاصات التي ستشارك فيها؟ * الفرق الوطنية تجري تربصات متسلسلة وبدون توقف بفندق الأزرق الكبير بتيبازة، وستستفيد من خبرة ميشال فكوني وايف لوجار الخبيرين الفرنسيين اللذين سيحضران الى الجزائر قبل انطلاق الحدث. وسبق للفريق الوطني المشاركة في البطولة العربية بالكويت من 3 الى 11 جانفي الفارط، بعدها مباشرة سافر أصدقاء علي بن علي الى إيطاليا لإجراء تربص مشترك هناك رفقة المنتخب الإيطالي وتحت إشراف خبير إيطالي، ثم كانت الوجهة الى فرنسا حيث وضع الطاقم الفني اللمسات الأخيرة. وأود الإشارة إلى أن الجزائر ستشارك لأول مرة في اختصاصات جديدة في هذه البطولة الإفريقية ويتعلق الأمر بالتسديد عن بعد 25 و50 مترا بالبندقية الثقيلة. - ما هو الهدف المسطر من طرف الهيئة الفدرالية في موعد تيبازة؟ * نسعى إلى افتكاك اللقب القاري بالنسبة للأكابر واحتلال إحدى المراتب الثلاث الأولى المؤهلة إلى الألعاب الأولمبية بسنغافورة 2010. - بم نختم حوارنا؟ * نطلب من الإعلام أن يساهم بدوره في إنجاح الحدث.