تواصل، أمس، ترحيل 135 عائلة بحي دودو مختار القصديري (حيدرة) للمرحلة الثالثة ما قبل الأخيرة والالتحاق بالجيران المرحلين نحو بلدية تسالة المرجة، التي حضرت نفسها ونظمت الأمور لاستقبال الوافدين الجدد الذين استحسنوا نوعية السكنات وهندسة الحي الجديد الذي يضم كل المرافق الضرورية لحياة لائقة. تميزت المرحلة الثالثة لعملية ترحيل أقدم حي قصديري وسط العاصمة أمس بالهدوء والتنظيم المحكم لمختلف المصالح المشاركة في اكبر عملية حضرت لها ولاية الجزائر لتكون سنة 2010 سنة محاربة بيوت الصفيح، حيث تحولت أمس المساحة التي كانت تأوي قرابة 1000 بيت صفيح بأعالي حيدرة إلى مساحة شاغرة بعد أن تم تهديم أكثر من 600 بيت قصديري بالمكان الذي ستستغله المصالح المحلية لتشييد عدة مرافق جديدة لصالح سكان البلدية، خاصة أنه يضم عيادة خاصة وعدداً من البنايات الإدارية لمؤسسات اقتصادية خاصة. نفس أجواء الفرحة التي طبعت المرحلة الأولى من الترحيل تواصلت في مرحلتها الثالثة بترحيل 135 عائلة وهي العملية التي يسهر على إنجاحها أكثر من 400 عون، 700 شاحنة و40 حافلة لمساعدة السكان على نقل أغراضهم إلى السكنات الجديدة، التي جهزت لاستقبال الوافدين في ظروف جيدة -على حد تعبير المستفيدين- الذين أكدوا لنا أنهم استحسنوا نوعية السكنات التي تضم بين ثلاث وأربع غرف أنجزت وفق المعايير العصرية بتوصيات من رئيس الجمهورية، ''لن أقوم بترميمات بالمسكن الجديد لأن البلاط وطلاء الجدران ونوعية الخزف المستعملة في الحمام والمطبخ من النوع الجيد'' هكذا رد السيد فاروق احد المستفيدين عن تساؤل ''المساء'' عن رأيه في المسكن الجديد، في حين أشارت سيدة أخرى ''توديع بيت الصفيح نحو مسكن لائق بحي راقٍ كان حلماً بالنسبة لنا وتحقق اليوم بفضل رئيس الجمهورية''. في حين لا يزال مكتب الطعون الذي فتحه الديوان الوطني للترقية العقارية يستقبل ملفات المواطنين الذين تم شطب أسمائهم من القوائم وبلغ عددهم إلى غاية أمس 12ملفاً، وفي هذا الشأن كشف مدير السكن لولاية الجزائر السيد محمد إسماعيل أن السلطات الولائية تشدد في مراقبة القوائم النهائية التي تم إرسالها قبل نهاية ,2007 حيث يتم الرجوع إلى البطاقية الوطنية لوزارة السكن لتحديد القوائم النهائية ومن خلال المعطيات يتم شطب ملفات مواطنين استفادوا في السابق من سكنات أو دعم لاقتناء قطع أرضية أو قرض لشراء سكن. وعن المؤسسات الولائية التي جندت للعملية أشار المتحدث إلى أعوان مؤسسة رفع النفايات المنزلية ''نات كوم'' التي سخرت عدداً معتبرا من الأعوان وشاحنات رفع النفايات لجمع ردوم البيوت القصديرية، حيث باشرت مديرية الأشغال العمومية عمليات تهديم بيوت الصفيح مباشرة بعد عملية ترحيل السكان لضمان عدم عودة المتطفلين إلى المكان، وحسب مسؤول بولاية الجزائر فإنه سيتم تسييج المساحات التي كانت تضم القصدير لإدراجها ضمن ممتلكات السلطات المحلية قصد استغلالها في استثماراتها الداخلية. وبحي 1200 مسكن بتسالة المرجة يقوم أعوان الدرك الوطني بالتنسيق مع أعوان الحماية المدنية بتنظيم عملية توزيع المفاتيح ونقل أغراض المستفيدين إلى مساكنهم، في حين يتم استقبال أرباب العائلات بمكاتب خاصة لتسجيل أبنائهم للتمدرس كل حسب مستواه، ولهذا الغرض قامت مديرية التربية بالتنسيق مع مدراء المؤسسات التربوية القريبة من الحي بدراسة الوضع الجديد لفتح أقسام جديدة وتوظيف مدرسين لاستدراك الدروس المتأخرة، مع إعادة تنظيم الحجم الساعي لعدد من المؤسسات مباشرة بعد الدخول المدرسي الأسبوع المقبل. يذكر أن المرحلة الأخيرة من ترحيل حي دودو مختار ستكون غداً مع برمجة 307 عائلات في آخر عملية التي ستكون تحت أنظار المسؤولين المحليين، على أن يكون الدور في المستقبل القريب لسكان الشاليهات والقصدير بحي الزعاطشة الذي يعود تاريخ إنشائه إلى الحقبة الاستعمارية.