لجأت السلطات المحلية للدائرة الإدارية لبئر مراد رايس بالتنسيق مع مختلف المصالح الولائية إلى تقسيم العائلات المعنية بالترحيل من الحي القصديري دودو مختار بحيدرة، أمس وعددها 923 إلى أربع مراحل، انطلقت المرحلة الأولى أمس بترحيل الجهة اليمنى للحي الذي يصطلح على تسميته "حي يدر" والذي يضم 269 عائلة إلى بلدية تسالة المرجة بحي كوسيدار (2050 مسكن)، في انتظار الانتهاء من عملية ترحيل كل سكان الحي يوم الإثنين القادم بعد الانتهاء من تطهير القوائم، في حين يتوقع ترحيل سكان كل الشاليهات وباقي الأحياء القصديرية قبل نهاية شهر أكتوبر القادم على أكثر تقدير. سادت أمس أجواء الفرحة أوساط سكان أقدم الأحياء القصديرية "حي دودو مختار" بحيدرة الذي يضم اليوم أكثر من ألف عائلة، منها 923 معنية بالترحيل إلى سكنات اجتماعية لائقة بعد الانتهاء من عملية الإحصاء سنة 2007 ودراسة كل الملفات بالرجوع إلى البطاقية الوطنية للسكن التي ضمت أسماء المستفيدين الجدد ورفضت من استفادوا سابقاً من سكنات أو قطع أرضية في إطار دعم الدولة. ولضمان عدم عودة المتطفلين إلى بيوت الصفيح باشرت مصالح الأشغال العمومية لولاية الجزائر بالتنسيق مع أعوان مؤسسة صيانة وتنظيف الطرقات "أسروت" بتسخير أكثر من 400 عون أشغال للقيام بهدم الأكواخ مباشرة بعد الترحيل، أمام أنظار العديد من شباب الحي والمسؤولين المحليين الذي استحسنوا تفهّم السكان المقصيين الذين فضلوا الحوار لرفع انشغالهم خاصة بعد أن فتح الديوان الوطني للترقية العقارية لحسين داي مكتباً خاصاً لاستقبال الطعون على مستوى الحي الجديد لاستقبال المواطنين وقبول ملفات الطعون. وبعين المكان طمأن الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية لبئر مراد رايس السيد معمر علايلي جميع السكان القاطنين بالبيوت القصديرية والأقبية وأسطح العمارات والشاليهات بمعالجة ملفاتهم وإسكانهم قبل نهاية شهر أكتوبر القادم، مثل حي الرملي والزعاطشة بالإضافة إلى سكان كل الشاليهات، حيث تقوم مختلف مصالح المقاطعة بإعادة دراسة وتطهير قوائم سكان هذه البنايات من خلال التنسيق مع وزارة السكن ومسؤولي مصلحة البطاقية الوطنية لتحديد هوية المستفيدين. وعن المراحل المتبقية من حي دودو مختار أشار المتحدث أنها ستكون على ثلاثة أيام وهي الخميس والسبت والإثنين القادمة ويتراوح عدد العائلات في كل دفعة بين 186 و298 إلى غاية الانتهاء من ذلك، لتكون عملية الترحيل الثانية لسكان حي الزعاطشة والشاليهات. ولإنجاح العملية جندت المصالح الولائية للعاصمة 700 شاحنة و800 عون و40 حافلة لنقل العائلات إلى مساكنها الجديدة، حيث انتهت عملية رفع الأمتعة من الحي القديم في الساعات الأولى من صباح أمس، علماً أن التحضيرات انطلقت عشية أول أمس وتواصلت طوال الليل لتبلغ الشاحنات الأولى تسالة المرجة على الساعة التاسعة صباحاً، لتنطلق عملية الإسكان بحضور الوالي المنتدب لبئر توتة السيد صالح شرادي ومسؤولي مديرية التربية الذين فتحوا ستة مكاتب للتسجيل والتوجيه لصالح المستفيدين بغرض الاستفسار وتسجيل أبنائهم عبر الأطوار الثلاث وعددهم 1460 بالنسبة لمجموع سكان الحي القديم، حيث تم فتح مناصب مالية جديدة عبر المؤسسات التربوية التابعة للحي، مع ضمان توفر الأقسام الكافية لاستيعاب كل التلاميذ انطلاقا من الرابع أفريل القادم، كما تقرر اعتماد نظام بيداغوجي لتغطية ساعات الاستدراك والدعم. وبعين المكان طمأن السيد شرادي السكان بتوفير كل الظروف السكنية من مساحات للعب الأطفال والمحلات التجارية، بالإضافة إلى ملعب بلدي ومشروع لإنجاز مسبح خاص لسكان الحي الجديد الذي أنجزته مؤسسة "كوسيدار" بتموين من الديوان الوطني للترقية العقارية لحسين داي، وفي تصريح ل"المساء" أشار الوالي المنتدب إلى أن مقاطعته تحصي اليوم عملية إنجاز أكثر من 7500 وحدة سكنية جديدة لسكان المقاطعة والمناطق المجاورة، وبخصوص سكان بيوت القصدير والبنايات الهشة بالمقاطعة كشف المسؤول أن مصالحه تحصي 1400 عائلة تنتظر اليوم الترحيل إلى سكنات جديدة عبر الورشات الكبيرة المفتوحة بالمنطقة، وحرصا على تطبيق توصيات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة تصر مصالح السكن على إرجاء عمليات الترحيل إلى غاية الانتهاء من كل أشغال التهيئة لتكون السكنات جاهزة 100 بالمائة وهو ما تم تنفيذه بالحي الجديد. وحسب شهادات بعض السكان ممن تقربنا منهم فإن ظروف الترحيل كانت جيدة والسكنات واسعة ومريحة، فلا يمكن الطلب أكثر من هذا، حيث تقول والدة المستفيد بوشناق فريد "لم أتوقع يوما بعد مرور ثماني سنوات من زواج ابني واختيار بيت من الصفيح كمسكن له بسبب أزمة السكن أن يكون الفرج بهذا الطعم، ويجب أن نشكر رئيس الجمهورية وكل السلطات المحلية التي ساهمت في إدخال الفرحة على قلوب المئات من العائلات"، وتضيف زوجة أخرى تقطن بالحي منذ أكثر من عشرين سنة "فقدنا الأمل لعدة سنوات وقبلنا بوضعنا بحي قصديري قبل أن تقرر السلطات المحلية تسليمنا سكنات لائقة بنا كمواطنين جزائريين"، ويذكر انه لغاية اللحظة لم يتم تحديد قيمة الإيجار من طرف الديوان الوطني للترقية العقارية لحسين داي، بعد أن فضل القائمون عليه الإسراع في الإسكان وتوفير الشروط الضرورية من ربط بشبكات المياه والغاز قبل الالتقاء مجدداً بالمستفيدين لتوقيع العقود النهائية والاتفاق على قيمة الإيجار التي يقول عنها أحد ممثلي الديوان أنها ستكون معقولة بتوصيات من الرئاسة التي تتابع عملية الترحيل عن كثب. ونحن بالحي الجديد لمسنا ذلك الاتفاق وتنسيق المجهودات بين المستفيدين والمسؤولين والأعوان الذين جندوا للعملية منذ الساعات الأولى من الصباح، كما أشرفت مصالح الأمن والدرك الوطني والحماية المدنية على تنظيم عملية الترحيل وفتح الطريق أمام الشاحنات المكلفة بنقل متاع العائلات إلى سكنات من ثلاث غرف ذات طابع جمالي اعتمدت فيه الزخرفة العثمانية التي طغت على الوجه الخارجي للعمارات.