انتهت ولاية الجزائر أمس من ترحيل مجمل سكان الحي القصديري دودو مختار بأعالي حيدرة في آخر عملية ترحيل مست 333 عائلة التحقت بجيرانها ببلدية تسالة المرجة التي زينت حي 1200 مسكن لاستقبال المستفيدين في جو طبعته الفرحة، ولضمان عدم عودة المتطفلين للحي القديم أنهت مصالح الأشغال العمومية قبل منتصف نهار أمس أشغال التهديم، على أن يتم تسييج المساحة ووضع خمس نقاط مراقبة للحرس البلدي في انتظار الانتهاء من الدراسة التي يعدها مكتب دراسات برتغالي حول المخطط التوجيهي المعماري الجديد للعاصمة الذي سيحدد مصير هذه المساحات الجديدة. وقدأشرف كل من مدير الديوان الوطني للترقية العقارية لحسين داي السيد محمد رحايمية ومدير السكن للعاصمة السيد محمد إسماعيل على متابعة ظروف ترحيل آخر دفعة من سكان القصدير بأعالي حيدرة وهو الذي يعود لأكثر من عشرين سنة خلت، وبعين المكان أكد السيد رحايمية توفير كل ظروف الاستقبال والتوجيه للعائلات المستفيدة مع فتح مجال للطعن حيث استقبل المركز أكثر من 100 ملف لعائلات طلبت تغيير طابق المسكن، وهناك من فضلت تغيير العمارة أو رفع عدد الغرف بالنظر إلى عدد أفراد العائلة، وهي الانشغالات التي يتم حلها في اقل من ساعة من طرف أعوان الديوان الذين جندوا منذ بداية العملية بالحي الجديد بغرض استدراك النقائص ودحر كل محاولات التطفل من طرف البعض، وفي ذات الإطار حضرنا جانبا من اللقاءات التي جمعت مدير الديوان مع المواطنين الذين سجلوا طعونا ومنهم رب عائلة متزوج بزوجتين واستفاد من مسكن من ثلاث غرف، وبعد المداولات تم الاتفاق على استفادته من مسكنين من غرفتين الأول باسم زوجته الأولى والثاني باسمه ما دامت الزوجة الأولي مطلقة، غير أن أحد أبنائه تزوج سنة 2009 وأنجز بيتا قصديريا قرب العائلة وحاول بكل الوسائل الاستفادة من مسكن بثلاث غرف، وهو ما رفضه السيد رحايمية حاثا الابن على السكن مع الوالدة، غير أن الشاب ولاستعطاف المسؤولين جلب متاعه ووضعه عند مدخل إحدى العمارات القريبة من مركز الطعون للديوان الوطني للترقية العقارية لحسين داي، في حين حاول رب عائلة أخرى مكونة من 11 فردا تغيير مسكنه بآخر من أربع غرف محاولا إيهام المسؤولين أن أبناءه كلهم يقطنون معه وهم من مواليد العاصمة، مستغلا تشابه اسم البلدية التي ولد فيها أربعة من أبنائه وهي بولاية جيجل بآخرى بحي بلوزداد، قبل أن يتفطن له الأمين العام للديوان والذي حاول إقناعه بأن الحي الجديد لا يضم سكنات من أربع غرف، ليظهر المواطن نيته من خلال المطالبة بمسكنين، في حين تم التكفل بانشغالات المئات من المواطنين الذين سجلوا انعدام الحنفيات بالمنزل الجديد. وفي تصريح ل''المساء'' أشار مدير الديوان الوطني للترقية العقارية إلى أن عدد العائلات التي استفادت من سكنات لائقة في عملية الترحيل من حي دودو مختار بلغت 957 عائلة حصلت كلها على مفاتيح لسكنات لائقة تتوفر على غرفتين وثلاثة غرف ومجهزة بأحدث التجهيزات، من الأبواب الرئيسية إلى نوعية مواد البناء المستعملة، والتي حرص عليها الديوان في دفتر الشروط الذي وقعه مع مجمع البناء ''كوسيدار'' وعدد من المقاولين الخواص الذين تكفلوا بتهيئة الأرضية وإتمام أشغال البناء في وقتها، وبخصوص الارضية الجديدة التي استفادت منها الولاية بعد تهديم البيوت القصديرية، كشف المتحدث انه سيتم تسييجها في الأيام القريبة القادمة مع تنصيب خمس نقاط مراقبة يسهر عليها الحرس البلدي، في انتظار الانتهاء من دراسة للمخطط التوجيهي المعماري الجديد للعاصمة والذي يقوم به حاليا مكتب دراسات برتغالي، ومن خلال المخطط يمكن تحديد نوعية الاستثمارات التي ستكون بهذه المساحات الجديدة.وعن قيمة الإيجار الذي سيطبقه الديوان على المستفيدين صرح السيد رحايمية انه تم احتساب 25 دج للمتر المربع الواحد بالإضافة إلى دفع 30 بالمائة قيمة مستحقات الحراسة والاعتناء بالحدائق ونظافة الحي والتي تم احتسابها بقيمة جزافية، وعليه بلغت قيمة إيجار بيت من غرفتين 2000 دج وثلاث غرف ب2500 دج للشهر وهو في متناول الجميع، من جهة أخرى تحدث المدير على تجهيز الحي بتقنية الربط عبر الألياف البصرية ''أف تي تي اكس'' التي تسمح بالاستفادة من خدمات الهاتف الثابت والبرامج التلفزيونية والانترنت عبر مقبس واحد، وهو ما جعل الديوان يفرض قانونا داخليا للحي يعاقب كل من يضع هوائيا مقعرا عند شرفات المنازل، وهي النقطة التي سيطرحها المسؤول على السكان خلال اللقاءات التحسيسية المبرمجة عما قريب لحث السكان على المحافظة على نظافة الحي، كما سيتم تنصيب لجان حي مهمتهم رفع الانشغالات والتقرب من السكان لحثهم على الحفاظ على النظام الداخلي للحي. وفي رده على سؤال حول باقي المشاريع السكنية المبرمجة في إطار السكن التساهمي لولاية الجزائر أشار المسؤول إلى 2500 وحدة سكنية يتم حاليا انجازها عبر مختلف بلديات العاصمة في حين هناك 12 ألف وحدة سكنية مبرمجة في إطار القضاء على البيوت القصديرية والشاليهات والمنازل الآيلة للسقوط، ومن جهته أشار مدير السكن لولاية الجزائر إلى ترحيل 1400 عائلة منذ بداية الشهر الجاري كانت تقطن بكل من حي ديار الشمس ودودو مختار، على أن يكون الدور شهر افريل القادم لحي زعاطشة ب230 عائلة وخلال نفس الشهر يتم ترحيل جزء من سكان الشاليهات، حيث يتم برمجة الترحيل حسب فترة تجهيز القوائم النهائية من طرف البلديات التي تقوم كل واحدة منها اليوم بالتدقيق في قوائمها بالتنسيق مع مصالح البطاقية الوطنية لوزارة السكن، علما أن المديرية تتوقع إعادة تسجيل 30 ألف تلميذ من الأطوار التعليمية الثلاثة خلال سنة ,2010 على أن تكون عملية ترحيل سكان حي الرملي القصديري بجسر قسنطينة نهاية شهر سبتمبر في آخر عملية للسنة الجارية، في حين سيتم توقيف عمليات الترحيل شهري ماي وجوان لمصادفتهما مع امتحانات نهاية السنة للتلاميذ. وللسهر على السير الحسن لعملية تنظيف مواقع السكنات القديمة ومساعدة المستفيدين على نقل متاعهم للمساكن الجديدة جندت مؤسسة رفع النفايات المنزلية ''نات كوم'' أكثر من ألف عون حسب تصريح مديرها العام السيد بلعاليا الذي أكد ل''المساء'' أن الأعوان لا يتقاضون أجورا إضافية نظير العمل الذي يقومون به منذ بداية عمليات الترحيل، في حين قامت مصالح النقل لولاية العاصمة بتأجير الشاحنات لنقل ردوم البيوت القصديرية إلى مفرغة السمار وأولاد فايت بعد فرزها.