أكد غياب تنظيمات إعلامية قوية أكد كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالإتصال عز الدين ميهوبي أمس بالجزائر العاصمة، أن قطاعه سيعمل على إيجاد آليات تسمح ب "إشراك أكبر قدر من مكونات المنظومة الإعلامية في سبيل إصدار قانون الإعلام الجديد وذلك حتى في غياب تنظيمات إعلامية قوية". وفي ندوة متبوعة بنقاش احتضنها مقر وكالة الأنباء الجزائرية، أوضح ميهوبي أنه و"على الرغم من كون الساحة الإعلامية غير منظمة كما يجب، سيتم التعامل مع ما هو موجود (من تنظيمات) بكل شفافية ووضوح" مؤكدا أن قطاعه سيعمل على "إيجاد آليات تسمح بإشراك أكبر قدر من مكونات المنظومة الإعلامية" وذلك لإصدار قانون الإعلام الجديد الذي "سيرى النور قريبا بالتشاور مع أهل المهنة". واعتبر ميهوبي هذا القانون الجديد "ضرورة أوجدتها التحولات المتسارعة التي فرضت تطوير مهنة الصحافة"، حيث أكد أن هذا النص سيستند في إعداده إلى كل النقاط الإيجابية "المرنة والسلسة" التي تضمنها كل من القانونين السابقين للإعلام في المجال القانوني وحماية الصحفي. وقال بهذا الخصوص إن قانون الإعلام الجديد سيأتي ل "إتمام وإستكمال هذه النقاط الإيجابية ليكون إطارا شاملا لكل ما له صلة بالمهنة"، مذكرا بأن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة كان قد دعا إلى مراجعة هذا القانون بالتشاور مع الأسرة الإعلامية. وحول إصدار البطاقة المهنية للصحفي، أشار كاتب الدولة إلى أن هذه المسألة تبقى معلقة بإصدار قانون الإعلام الجديد كونها تعد تحصيلا لهذا النص القانوني، داعيا مهنيي القطاع إلى إجراء تقييم للذات للوصول إلى وضع إضافات جديدة للنصوص التي توجد حاليا قيد الإنضاج. وذكر أنه بالموازاة مع القانون المذكور، سيتم إصدار قوانين أخرى لتنظيم مجالي الإشهار وسبر الآراء. وخلال هذا اللقاء الذي خصص لإستعراض الرزنامة المسطرة لإحياء اليوم العالمي لحرية التعبير الذي يصادف الثالث من ماي، عرج ميهوبي على المسار الذي مرت عبره الصحافة الجزائرية التي تعد تراكما لتجارب ظهرت أولى بوادرها مع القرن ال 19 لتستمر إلى غاية مرحلة التعددية. وصنف ميهوبي التجربة الإعلامية في الجزائر إلى ثلاثة مراحل، أولها مرحلة التأسيس لصحافة تعددية متنوعة فمرحلة النضال من أجل تكريس حرية الكلمة والصحافة والتي تزامنت مع الإرهاب الأعمى ثم مرحلة المهنية. غير أنه استطرد أنه وبمرور عشرين سنة من عمر التجربة الإعلامية التعددية في الجزائر كان الأمل هو "نشوء مؤسسات إعلامية قادرة على صناعة الرأي العام والتفكير بمنطق الإستمرارية والديمومة وليس مجرد مؤسسات صحفية"، مبديا أسفه لكون السنوات الأخيرة من هذه التجربة قد "كشفت عن غياب أخلاقيات المهنة" وهو الأمر الذي رده إلى غياب هيئات الضبط في هذا المجال. ويرى ميهوبي أن تصحيح هذا الخلل الذي أنقص من بريق مهنة الصحافة يمر عبر معادلة ثلاثية ترتكز أساسا على معايير الحرية والمهنية وأخلاقيات المهنة وتمكن من تشكيل الفعل الإعلامي الصحيح. كما ركز في ذات السياق على الشق المتعلق بتكوين الصحفيين خاصة الناشئين منهم والذي وصفه ب "الضرورة القصوى" في سبيل الرفع من مستوى العمل الإعلامي في الجزائر. كما تطرق من جهة أخرى إلى مسألة فتح المجال السمعي - البصري الذي يبقى مرهونا -كما قال- بتوفر "المناخ المناسب"، معبرا في المقابل عن "ارتياحه" للأشواط التي قطعتها لغاية الآن عملية رقمنة القنوات التلفزيونية. أما بخصوص النشاطات المبرمجة لإحياء اليوم العالمي لحرية التعبير، فتتضمن تنظيم يوم دراسي في 22 أفريل سيخصص لموضوعي مستقبل الصحافة المكتوبة بالجزائر والصحافة والقانون. كما سيتم أيضا تنظيم صالونات حول الإعلام بكل من وهران وقسنطينة والعاصمة وورقلة وبشار، علاوة على مسابقة وطنية إعلامية سيكون موضوعها تأهل الفريق الوطني لكرة القدم إلى كأس العالم.