أعرب الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز عن ''خيبة أمل عميقة'' تجاه التقرير الأخير الذي رفعه الأمين العام الاممي قبل يومين إلى مجلس الأمن الدولي حول مسار تسوية النزاع في الصحراء الغربية.واكد الرئيس الصحراوي في رسالة وجهها إلى بان كي مون أن تقريره الأخير جسد عجز وعدم قدرة الأممالمتحدة على مواجهة العراقيل المغربية والوفاء بالتزاماتها إزاء الشعب الصحراوي. وقال انه ''بعد عقدين من الفشل في مهمتها المتمثلة في تنظيم استفتاء يسمح لشعب الصحراء الغربية من ممارسة حقه المشروع في تقرير المصير كما تم الاتفاق عليه في مخطط التسوية لسنة 1991 فإننا نتوصل بسرعة إلى الاستنتاج بأن الأممالمتحدة ليست لديها القدرة ولا القوة على مواجهة العراقيل المغربية والوفاء أخيرا بوعدها بتنظيم استفتاء حر ونزيه'' لتقرير المصير. وأضاف أن التقرير ''اخفق في الإشارة أو تحديث المعلومات حول تطبيق واحد من أهم عناصر مهمة المينورسو آلا وهو ضمان تنظيم استفتاء حر ونزيه وإعلان نتائجه''. وبخصوص وضعية حقوق الإنسان أكد الأمين العام لجبهة البوليزاريو أن ''التقرير أخفق في نقل ما وقع على ارض الميدان خلال 12 شهرا الماضية بطريقة آمنة وذات موضوعية حيث نقل لسوء الحظ صورة غير متوازنة ومشوهة للوضع في الصحراء الغربية والعوامل الحالية التي تعيق المسار السلمي''. كما أشار الرئيس الصحراوي في تقييمه للتقرير انه على درجة من ''التحيز والميوعة'' حيث ابرز أوجه القصور فيه خاصة بعدما تجاهل مطلب البوليزاريو في خلق آلية أممية تعنى بمسألة حماية ومراقبة حقوق الإنسان في المدن المحتلة أو توسيع صلاحيات بعثة ''المينورسو'' لتعنى بهذا الجانب. وفي هذا الإطار أشار الرئيس الصحراوي إلى تقرير منظمة العفو الدولية الصادر في 9 أفريل الذي صنف ست مدافعين عن حقوق الإنسان معتقلين من طرف المغرب منذ 2009 بأنهم ''معتقلي ضمير'' مذكرا بأنهم يخوضون الإضراب عن الطعام للأسبوع الرابع ولافتا الأنظار إلى وجود ''أكثر من 57 معتقلا سياسيا بالسجون المغربية من بينهم 36 مضربا عن الطعام في وضعية صحية ''تنذر بالخطر''. وأمام تجاهل الأمين العام الاممي لأهم المطالب الصحراوية وغضه الطرف على الانتهاكات الخطيرة التي تمارسها سلطات الاحتلال المغربي ضد المواطنين الصحراويين فقد حذر امحمد خداد المنسق الصحراوي مع بعثة ''المينورسو'' بأن جبهة البوليزاريو لن تبقى مكتوفة الأيدي في ظل ''الغطرسة'' المغربية و''خضوع'' الأممالمتحدة لضغوطات فرنسا. واتهم خداد فرنسا بعرقلة مسار التسوية في الصحراء الغربية وقال إنها لا '' تتردد في تبني مواقف معادية للديمقراطية على اعتبار أن الاستفتاء هو استشارة ديمقراطية بالدرجة الأولى ومعادية لقيم حقوق الإنسان من خلال الاعتراض على توسيع صلاحيات بعثة الأممالمتحدة في الإقليم لتشمل مراقبة وحماية حقوق الإنسان''. ولاحظ الدبلوماسي الصحراوي ان موقف باريس ازاء الوضع في الصحراء الغربية ينسجم مع ''سياستها الاستعمارية في إفريقيا الرامية إلى السيطرة على الثروات الطبيعية حتى ولو كان ثمن ذلك استقرار وأمن وتنمية دول وشعوب القارة''. وتزامنا مع ذلك نقل بشرايا حمودي بيون ممثل جبهة البوليزاريو في اسبانيا ارتياح السلطات الصحراوية والشعب الصحراوي لمستوى تضامن المجتمع المدني الاسباني وكذا هيئاته وأحزابه مع القضية الصحراوية. وأكد بشرايا حمودي بيون في محاضرة ألقاها بالمركز الثقافي ''سان كارلوس'' بمدريد بأن ''دعم القضية الصحراوية يحظى بإجماع كامل'' من طرف المجتمع المدني الاسباني وكذا هيئاته وأحزابه. وكشف المسؤول ذاته ''وجود 450 جمعية صداقة وتضامن وحوالي 3000 عملية توأمة واحتضان زهاء 8000 طفل صحراوي كل صائفة لقضاء العطلة في أحضان العائلات الاسبانية''. وذكر بأن قوافل عديدة تنظم سنويا محملة بالدعم الاسباني إلى جانب زيارة آلاف المتعاطفين لمخيمات اللاجئين الصحراويين والبعثات الطبية في مجالات عديدة. كما قدم بيون في محاضرته عرضا تاريخيا حول القضية الصحراوية ابتداء من ''فترة تقسيم المستعمرات على الدول الأوروبية مع عقد مؤتمر برلين سنة 1878 مرورا بالحقبة الاستعمارية الاسبانية والانسحاب الاسباني من المنطقة ثم الغزو المغربي مع نهاية .''1975 في سياق متصل، دعت منظمتا هيومن رايتس ووتش ومؤسسة روبرت كينيدي الأمريكيتين في رسالة مشتركة لهما إلى الأمين العام الأممي بأن تتحمل الأممالمتحدة مسؤولياتها في حماية ومراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية من خلال توسيع صلاحيات ''المينورسو'' أو خلق آلية أممية لهذا الغرض. وعرضت الرسالة الانتهاكات المغربية لحقوق الإنسان بالصحراء الغربية وفشل بعثة ''المينورسو'' في تنفيذ المهام التي خلقت من أجلها، والمتمثلة في تنظيم استفتاء لتقرير المصير.