لا يجب على المواطنين أن يتفاجأوا إن لاحظوا في الأيام أو الأسابيع القليلة القادمة أعوانا جدد داخل مكاتب البريد، فهم شرطة البريد استحدثت للسهر على راحة الزبائن وخدمتهم على أحسن وجه. الفكرة مستحسنة مادامت تصب في تحسين الخدمة العمومية ورفع الغبن عن المواطن بوضع حد لأشكال البيروقراطية والتماطل في التكفل بالزبائن، لكن هل وصل بنا الأمر إلى وضع رقيب فوق رأس كل موظف حتى يقوم بمهامه على أحسن وجه؟ المؤسف أن هذا هو واقعنا اليوم، فبعض الموظفين ومسؤوليهم الذين يتعاملون مباشرة مع المواطن يلجأون إلى أسلوب التماطل معتقدين أن الزبون عندما يترجاهم في خدمة، هي في الأصل حق يكفله الدستور وتضمنه القوانين، تزداد قيمتهم ويصبحون ذا شأن! والذي نخشاه أن مثل هذه الذهنيات قد تقود إلى ممارسات غير أخلاقية كطلب الرشوة وغيرها من التصرفات التي تتنافى وروح المواطنة والنزاهة وتكرس البيروقراطية التي تنخر بعض إداراتنا التي تناست أنها وجدت لخدمة المواطن، وأن بقاءها مرهون باستمرار هذه الخدمة، وإلا لما وجدت أصلا. إن الأمر يتعلق بذهنيات ترفض التطور والأخلاق والصرامة والنزاهة، محاربتها لا تقتصر فقط على الوصاية. وإنما على المواطن أيضا ألا يتساهل مع أشباه الموظفين الذين يسيئون لمؤسساتهم ويفرض احترامه والحصول على حقه في خدمة كاملة تكفلها الدولة الجزائرية لمواطنيها.