يتواصل مسلسل العنف في العراق بحصد المزيد من الأرواح بين قتلى وجرحى رغم كل التعزيزات الأمنية التي توفرها السلطات العراقية والقوات الأمريكية، في مسعى الى إعادة الهدوء إلى هذا البلد الممزق·ولقي أمس مالا يقل عن 14 عراقيا مصرعهم، في حين أصيب أزيد من 45 آخرين في تفجيرين متتابعين وقعا على مقربة من مقر حزب الزعيم الشيعي عبد العزيز الحكيم بالعاصمة بغداد· وقال مصدر عسكري أمريكي أن التفجير الأول وقع بالقرب من محطة للغاز، بينما وقع التفجير الثاني قرب مقر حزب الزعيم الشيعي·وتسبب التفجيران في خسائر مادية معتبرة، منها احتراق أكثر من 15 سيارة كانت متواجدة بالمكان· ولم تتوقف أعمال العنف عند هذا الحد حيث لقي مدنيان عراقيان مصرعهما وأصيب ثمانية آخرون أمس جراء سقوط قذائف مجهولة المصدر على منطقة جنوب بغداد· ويأتي هذان التفجيران بعد يوم دام عاشته بغداد أول أمس بمصرع 22 شخصا وإصابة 29 آخرين في تفجيرين بسيارتين مفخختين بالعاصمة بغداد وقعا ساعات فقط قبل مغادرة وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس العراق·وتشهد العاصمة العراقية في الآونة الأخيرة تصعيدا لافتا في وتيرة العنف وتضاعف العمليات الانتحارية مخلفة مقتل العشرات· وضمن نفس السياق؛ بدأت أمس القوات العراقية عملية بحث حثيثة على أمل العثور على صحفيي شبكة "سي· بي· أس" الأمريكية اللذين اختطفا الأحد الأخير بمدينة البصرة في جنوب البلاد· وكانت القوات الأمنية العراقية، أكدت أن الصحفيين اختطفا من الفندق الذي نزلا به بمدينة البصرة من طرف مسلحين مجهولين· للإشارة فإن القوات العراقية كانت قد تسلمت منذ منتصف ديسمبر الماضي المهام الأمنية من القوات البريطانية في البصرة ثاني أكبر المدن العراقية، ويوجد حاليا حوالي 5 آلاف جندي بريطاني فقط موزعين عبر محيط مطار المدينة· من جهة أخرى شرعت القوات الأمريكية بالتنسيق مع نظيرتها العراقية في تنفيذ عملية مشتركة بمدينة الموصول في اطار ملاحقة عناصر تنظيم القاعدة الذين أعادوا تنظيم صفوفهم بشمال البلاد ويشارك في هذه العملية حوالي ألف جندي·