عاشت مساء يوم السبت عاصمة الهضاب العليا، سطيف، بعد أن هجرت شوارعها لمدة 90 دقيقة للمباراة النهائية لكأس الجزائر ، أجواء الفرحة بعد الفوز، وإذا كانت الفرحة بعاصمة الهضاب في مستوى الانتظار الطويل لمناصري الوفاق المختص الكبير في الكأس، حيث تحصل الوفاق منذ 20 سنة على كأس الجزائر، ومنذ ذلك الوقت لم ترو عين الفوارة بها، فبالمقابل كانت شوارع عاصمة الأوراس مهجورة أيضا خلال هذه المباراة وسط أجواء من الخيبة لكن بالشعور بالاعتزاز في نفس الوقت.. وفي الوقت الذي كان فيه آلاف من أنصار الوفاق السطايفي جماعات جماعات يغنون ويرقصون وسط زغاريد حول عين الفوارة ووسط المدينة، على الرغم من أنه على بعد كلم 300 كلم، فإن أنصار شباب باتنة لم يرغبوا في إبداء آثار الانهزام والحزن، وبروح رياضية عالية قال أحد مناصري شباب باتنة :'' لاعبونا أدوا ما عليهم أمام أحد أحسن الأندية الجزائرية، نحن نشكرهم على منحنا الكثير من المشاعر والأحلام وتهانينا للوفاق السطايفي''. وبينما كانت مواكب السيارات تطلق العنان لمنبهاتها عبر شوارع سطيف، فضل عشرات من شبان مدرسة كرة القدم لشباب باتنة الركوب على متن حافلة جابت وسط عاصمة الأوراس وهم يلوحون بألوان ناديهم. وانتظر غيث خلاف وهو طالب سطايفي 21 سنة بشغف استضافة واستقدام الكأس إلى سطيف ورحلتها التقليدية بعين الفوارة، حيث تم ملؤها بالماء، في الوقت الذي ينتظر فيه الشاب ميلود. ب، موظف بباتنة، عودة سليم عريبي ورفاقه ''لتحيتهم على مسارهم الجيد في هذه الكأس''. وإذا كانت ردود الفعل هذه تعبر عن مواجهة رياضية، فهي في مقابل ذلك تعبر أيضا وبصدق عن أن نهائي كأس الجزائر ال 46 التي جرت في رروح رياضية عالية برهن أن هذا الحدث كان عرسا حقيقيا لكرة القدم الجزائرية.