ستخصص ندوة وزراء الطاقة لبلدان الاتحاد الافريقي التي ستحتضنها الجزائر من 15 إلى 17 فيفري الجاري للمصادقة على النصوص الخاصة بإنشاء لجنة الطاقة الافريقية "افريك" التي يوجد مقرها بالجزائر، وهو مايسمح لها بالشروع في عملها بصفة رسمية بعد سبع سنوات من قرار الاتحاد الافريقي بإنشائها· ومن المنتظر أن يحضر ندوة الجزائر حوالي 30 وزيرا افريقيا للطاقة و10 مسؤولين يمثلون منظمات دولية تعمل في مجال الطاقة· وفضلا عن بحث المسائل الداخلية للجنة كانتخاب مكتبها والمصادقة على برنامجها، فإنها ستكون مناسبة لدعوة البلدان الافريقية للمشاركة الواسعة في الندوة الثانية لوزراء الطاقة لقارتي افريقيا وأمريكا اللاتينية التي ستعقد في افريل القادم بمدينة كانكون المكسيكية· مع العلم أن الندوة الاولى من نوعها بين القارتين عقدت في الجزائر التي تدعم بصفة خاصة تطوير التعاون بين القارتين في المجال الطاقوي· وهو ما شدد عليه وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل، امس، في ندوة نظمت عشية افتتاح ندوة الوزراء الافارقة للطاقة، حيث دعا البلدان الافريقية إلى المشاركة القوية في ندوة كانكون، مشيرا بالخصوص إلى اهمية خبرة بلدان امريكا اللاتينية في مجال وضع انظمة معلومات حول قطاع الطاقة، وهو ما يشكل - حسبه- نقطة هامة لدعم التبادل بين القارتين· واعتبر أنه من المهم أن تنفتح اللجنة الافريقية على الشركاء الآخرين لاسيما لتحقيق الاندماج الطاقوي للقارة الذي يعد احد اهم الادوار التي ينتظر أن تلعبها اللجنة، مؤكدا في نفس السياق على ضرورة توفر "الدعم المالي والسياسي" من طرف الاتحاد الافريقي تجاه اللجنة التي عرفت حتى الآن تصديق 19 بلدا افريقيا على الانضمام إليها· وبالنسبة للجزائر فإن وزير الطاقة لم يتردد في التأكيد على انها "تعطي كل الضمانات على انها ستواصل العمل بهمة وبالتعاون مع الاتحاد الافريقي والدول الاعضاء من اجل تدعيم برامج الاندماج الطاقوية في افريقيا "وهو الاطار الذي تلعب فيه افريك دورا محوريا" كما اضاف· اما رئيس اللجنة الافريقية للطاقة حسين الحاج فقد اعتبر أن هذه الاخيرة تعد حاليا من الأولويات ليس فقط على المستوى الافريقي ولكن كذلك في أجندة المنظمة الدولية للطاقة لاعتبارات عديدة أهمها كون افريقيا اصبحت "محط انظار في مجال الطاقة" مشيرا إلى الصراع الدائر حاليا على الطاقة في القارة السمراء· لذلك شدد على ضرورة معرفة الافارقة لكيفية ادماج الطاقة الافريقية في النظام العالمي، مشيرا إلى ما قامت به اللجنة في السنوات الماضية من اعمال لتحضير شروعها في العمل قائلا "لقد وضعنا خطة لاعداد كل الملفات القانونية والتقنية والتشريعية والتنظيمية قبل عام مضى وعرضت للنقاش ونحن الآن جاهزين في كل الملفات حتى في مجال المشاريع الطاقوية التي يجب أن تنفذ من هنا إلى 2010··· وستكون هناك خطط اخرى تبعا للمقترحات المقدمة"،ورفض الحاج القول بأن هناك تأخر في شروع اللجنة في العمل، واعتبر أن الامر لا يتعلق بها فقط، بل بكل اللجان التابعة للاتحاد الافريقي مرجعا ذلك إلى ثقل إجراءات التصديق على مستوى الدول والتي تمر بخمس مراحل وهو ما يتطلب وقتا· وبالنسبة له، فإن اللجنة الافريقية ستصبح "المنبر الذي ستتحدث من عليه افريقيا بصوت واحد حول كل ما يخص المسائل الطاقوية ···وهو ما تفتقده حاليا" فضلا عن كونها اطارا لتبادل الاراء وإعداد الرؤى المستقبلية لقطاع الطاقة في افريقيا· وهو ماجعل الحاج يؤكد على ضرورة نجاحها· وأشار في السياق إلى أن اللجنة هي وكالة من وكالات الاتحاد الافريقي تقرر أن يتم تمويلها من طرفه ب700الف دولار ومن طرف الدول الاعضاء باللجنة ب400 الف دولار خلال 2008، لكنه كشف عن وجود مقترح لتمويل ميزانية اللجنة كلها من طرف الاتحاد الافريقي وهو ما يستلزم تغيير دستور الاتحاد الافريقي· من جانب آخر نفى خليل أن تشكل هذه اللجنة أي مجموعة ضغط على اوبيك مشيرا إلى أن ثلاثة من اعضائها هم كذلك اعضاء في اوبيك وثلاثة آخرون ملاحظون في ذات المنظمة· يذكر أن الندوة الوزارية المقررة ليوم 17 فيفري ستكون مسبوقة باجتماع خبراء البلدان الاعضاء يومي 15 و16 فيفري·