حدد إعلان الجزائر الذي تمت المصادقة عليه لدى اختتام أشغال ندوة وزراء الطاقة لدول الاتحاد الإفريقي الآليات التي ستقوم عليها خطة عمل اللجنة الإفريقية للطاقة التي أعلن عن انطلاقها رسميا بالجزائر العاصمة والتي تعد مشاركتها في ندوة كانكون الأفرولاتينية والإشراف على استكمال مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء أهم أولوياتها الراهنة· في هذا السياق، دعا الأفارقة مختلف الشركاء الإقليميين والدوليين إلى دعم برامج التنمية الطاقوية في إفريقيا من جهة، كما دعوا الاتحاد الإفريقي للعمل على تعيين المدير التنفيذي للجنة قبل نهاية سنة 2008 وتنصيب المجلس التنفيذي والهيئة الاستشارية التقنية للجنة· وأوصى البيان بزيادة الموارد المالية لفائدة اللجنة الإفريقية للطاقة لتمكينها من لعب دورها على أكمل وجه وتعزيز التعاون شبه الإقليمي والإقليمي والقاري وما بين القارات من أجل "تثمين دائم واستغلال أمثل للموارد الطاقوية لصالح الشعوب الإفريقية"، مع التزام بالعمل على تعجيل التوقيع والتصديق على اتفاقية اللجنة الإفريقية للطاقة من طرف الدول التي لم توقع بعد· من جانب آخر شدد إعلان الجزائر على "الدور الرئيسي لقطاع الطاقة في تقليص الفقر والتعجيل بوتيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بغية تحقيق أهداف الألفية للتنمية"، كما أكد التزام الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي بتطوير قطاع الطاقة للإسراع في التنمية الصناعية للقارة الإفريقية مع المحافظة على البيئة والصحة· وأكد وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل أن اللجنة الإفريقية للطاقة التي تم تنصيبها رسميا بالجزائر حددت لنفسها أولوية هي " أن تصبح عملية في أقرب وقت" · واستنادا لتصريحات أدلى بها على هامش الاجتماع فان أهم نشاط يوجد على أجندة اللجنة حاليا المشاركة يوم 3 أفريل 2008 بكانكون (المكسيك) في أشغال الإجتماع الثاني لندوة البلدان الإفريقية والأمريكو-لاتينية المنتجة للطاقة التي سترتكز أساسا حول العلاقات التي يمكن إقامتها بين القارتين· واعتبر خليل ان هذه المشاركة تمكن اللجنة من الاستفادة كثيرا من تجربة منظمة دول أمريكا اللاتينية للطاقة التي تعد "الأقدم" في هذا المجال· من جهة أخرى برر وزير الطاقة والمناجم غياب بعض وزراء الدول الإفريقية على هذا الموعد لأسباب تقنية وقال انه "في جميع الأحوال لقد أوفد هؤلاء الوزراء ممثلين عنهم والمهم اليوم هو إطلاق هذه المنظمة الجديدة" ·وشدد من جهة أخرى على الأهمية التي تعطيها الجزائر لإفريقيا ولم يتردد في القول أنها تشكل محورا رئيسيا ضمن سياستها في إطار النيباد، مشيرا إلى ان مستقبل الجزائر يوجد في هذه القارة والجزائر ستواصل الإستثمار فيها· ومرة أخرى نفى خليل أن يكون للجنة الإفريقية للطاقة أي اتجاه "لمعارضة منظمة ما"، مشيرا إلى ان إنشاءها يهدف إلى سد الفراغ باعتبار ان القارة السمراء كانت لحد اليوم المنطقة الوحيدة في العالم التي لا يوجد فيها لجنة إقليمية للطاقة· على صعيد آخر، أعلن الوزير أن انجاز مشروع "أنبوب الغاز العابر للصحراء"-وهو أحد المشاريع المحورية التي توجد في أجندة اللجنة- "يسجل تقدما" مذكرا بانعقاد اجتماع يخصص "لإعادة بعث هذا المشروع" يوم 25 فيفري الجاري بنيجيريا· وقال أن هذا الأنبوب الذي يربط بين نيجيريا والجزائر "سيدر موارد مالية إضافية لنيجيريا ويزود بعض مناطق النيجر بالغاز كما ستكون له انعكاسات ايجابية على الجزائر على الصعيدين الاقتصادي والسياسي" · يشار إلى أن أنبوب الغاز العابر للصحراء الذي تفوق قيمة انجازه 10 ملايير دولار سيسمح بنقل من 20 إلى 30 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي من نيجيريا نحو أوروبا مرورا بالجزائر، ويبلغ الطول الإجمالي للأنبوب 4128 كلم منها 1037 كلم تعبر التراب النيجيري و841 كلم تعبر النيجر فيما يعبر أكبر جزء أي 2310 كلم التراب الجزائري إلى غاية الساحل المتوسطي. يذكر أن أشغال الندوة جرت بحضور قرابة 250 مشارك من بينهم ثلاثون وزيرا إفريقيا للطاقة إلى جانب ممثلين عن منظمات طاقوية إقليمية ودولية (أوبيك،الوكالة الدولية للطاقة وجمعية البلدان الإفريقية المنتجة للبترول) وهيئات مالية (البنك العالمي والبنك الإفريقي للتنمية والاتحاد الأوروبي)·