لم يجد قاسم بليمام رئيس مولودية وهران بدا من الإنصياع للواقع الكروي الجديد، الذي ترتسم معالمه في أفق كرة القدم الجزائرية ونعني به عالم الإحتراف، الذي تستعد الأندية التي تتوفر فيها شروط معينة لإقتحامه، وشعورا منه بضغط الأنصار وخصوصا حجم المسؤولية إذا ما تخلفت المولودية عن ركوب قطاره، شرع بليمام في أخذ هذا الموضوع بجدية، حيث صرح ل''لمساء'' بأنه سيتخذ من التكوين سبيلا للإحتراف.. حيث سيعتمد في المستقبل القريب على هذه السياسة من خلال ترقية لاعبين من صنف الأواسط، مادام أن الفئات الدنيا تعج بلاعبين شباب ذوي إمكانات جيدة، التي بفضلها تتسيد لائحة ترتيب بطولاتها خاصة لدى صنفي الأشبال والأواسط فهو يود الإستثمار في هذا الجانب. ولذلك عجل بليمام لإبرام عقود مع اللاعبين الشباب الذين تألقوا مع الأكابر هذا الموسم لفترة تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات، مخافة أن تخطفهم الأندية التي ألفت تصيد أخطاء إدارة المولودية في إهمال الأقدام اليافعة على مر السنوات الماضية، وكان الدليل الواضح أمام رئيس الحمراوة في تلمسان عندما راهن المدرب بلعطوي على عطاءات خمسة لاعبين شباب في مواجهة الوداد من بينهم المهاجم شريف صاحب هدف التعادل في اللحظات الأخيرة في هذا المباراة. وشدد بليمام على القول، بأن سبب إتخاذه التكوين كبوابة لدخول فضاء الإحتراف نابع من قناعته أن تألق المولودية الوهرانية، وإحرازها على الألقاب في الزمن الزاهي للكرة الجزائرية وتحديدا في سنوات التسعينات كان بفضل لاعبيها، الذين كونتهم ورحلوا عنها بعد ذلك لصنع أفراح أندية أخرى، لكن نجم المولودية أفل -يضيف محدثنا- لما همشت المولودية خزانها، وفضلت إنتداب اللاعبين من خارج النادي وصرفت من أجل ذلك أموالا باهضة لم تجلب أي إعتبار أو لقب، الذي غاب عن خزانة الحمراوة لأكثر من عقد. لكنه عاد وقال أنه إذا كان لامناص من إستقدام لاعبين من خارج أسوار النادي فإن ذلك سيكون لجلب لاعبين شباب ولا اللهث وراء الأسماء الكبيرة. بليمام أكد ل''لمساء''، أنه أضحى يفكر بجدية في إرساء معالم فريق قوي تحسبا للموسم الإحترافي الأول في الجزائر، خاصة بعدما عبر عدد من رجال الأعمال والسلطات المحلية على مد يد العون لإدارته حتى تقف المولودية على قدميها للإستفادة من هذا المكسب الثمين. وأوضح بليمام أنه سيلتفت لتجديد التعاقد مع اللاعبين المنتهية عقودهم، خاصة بعدما عبر العديد منهم عن رغبته في الرحيل عن الفريق بعد هذا الموسم القاسي الذي مر عليهم على غرار الحارس بن حمو وسباح وواسطي، هذا الأخيرالذي ربط بقاءه بتقوية التعداد، لكن من يعرف دواخل الفريق الحمراوي مطمئن لبقاء من يهدد بتغيير الأجواء ويحاجج بالعلاقة الجيدة التي تربط بليمام بغالبية الاعبين وخاصة كوادرالفريق .