أعلن حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني، استعداده لخوض حرب مفتوحة مع إسرائيل، على خلفية اغتيال العضو القيادي ومهندس الاستراتيجية العسكرية في الحزب عماد مغنية·وقال نصر الله في خطاب متشدد بمناسبة تشييع جثمان عماد مغنية يوم الخميس بجنوب لبنان إذا كان الصهاينة يريدون حربا مفتوحة فنحن لها·وأضاف "بلهجة تهديدية لقد قتلتم مغنية خارج أرض المعركة وبهذا تجاوزتم الحدود الطبيعية للمواجهة"· ورغم أن خطاب نصر الله لم يتطرق بصورة مباشرة إلى رد الحزب على عملية اغتيال عضوه القيادي إلاّ أن أمينه العام لمّح إلى أن ما قامت به إسرائيل يصب في منحى التصعيد باتجاه الحرب·وكان جثمان عماد مغنية الذي اغتيل مساء الثلاثاء الأخير في تفجير بالسيارة المفخخة وسط العاصمة السورية دمشق شيع هذا الخميس بحضور عشرات الآلاف من مناصري حزب الله· كما حضر مراسيم التشييع وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي الذي قرأ رسالة الرئيس الإيراني محمد أحمدي نجاد، الذي ندد بشدة بعملية الاغتيال التي طالت أحد أهم رموز المقاومة اللبنانية· وإذا كان حزب الله لم يعلن عن الكيفية التي سيرد بها على اغتيال عضوه القيادي، إلاّ أن إسرائيل التي نفت ضلوعها في اغتياله أخذت بمحمل الجد تصريحات نصر الله ما يؤكد حجم التهديد الذي يمثله هذا الأخير بالنسبة لها·فقد وضعت حكومة الاحتلال جيشها بمختلف مستوياته البرية والجوية والبحرية في حالة تأهب قصوى لاسيما عبر الحدود الشمالية مع لبنان· وأنذرت رعاياها في الخارج بتوخي الحذر كما عززت من إجراءاتها الأمنية لحماية تمثيلياتها الدبلوماسية، في حين اعتبرت الصحافة الإسرائيلية خطاب نصر الله بمثابة إعلان رسمي لاندلاع حرب حقيقية بين الطرفين· وقالت صحيفة هاريتس أن اغتيال الرقم الثاني في حزب الله سمح بالتخلص من أحد أهم "زعماء الإرهاب" الدولي لكنه بالمقابل يجعل إسرائيل أمام مواجهة عسكرية·وأكثر من ذلك فإن الإسرائيليين أنفسهم يعيشون حالة تخوف من رد فعل حزب الله على اغتيال عضوه وهو الذي أثبت في مثل هذه الحالات قوته وفعاليته· وهو ما يدركه جيدا المسؤولون الإسرائيليون والذين أبدوا تخوفهم من تنفيذ حزب الله لعمليات هجومية ضد الإسرائيليين في الخارج أو حتى داخل إسرائيل باعتبار أن الأهداف الإسرائيلية في الخارج كانت محل استهداف في العديد من المرات· من جهة أخرى نظم فريق الأغلبية الحاكمة بالتزامن مع تشييع جثمان عماد مغني، تظاهرة ضخمة وسط العاصمة بيروت إحياء للذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري· وتمت التظاهرة وسط تعزيزات أمنية مشددة خوفا من حدوث أي انزلاق أمني خطير يزيد من تعقيد الأزمة السياسية اللبنانية التي تشابكت خطوطها بعد بقاء لبنان دون رئيس منذ حوالي شهرين ونصف·