تصوير يونس أوبعيش - الشروق أكثر من 2.5 مليون جزائري يرتادون حوالي 6 آلاف نادي غير مراقب * تبلغ حظيرة الإعلام الآلي في الجزائر 3 ملايين جهاز إعلام آلي ممتدة على شبكة تتجاوز 26 ألف كلم، وتحصي بلادنا 5900 نادي أنترنيت يتوافد عليها 2.5 مليون رائد، ويطرح غياب الرقابة والفراغ القانوني في استخدام تكنولوجيا الإعلام على نطاق واسع إشكالية تعزيز وتأمين الفضاء الإلكتروني وضمان سلامته من استخدامه من طرف جماعات إرهابية وشبكات الاستغلال الجنسي للأطفال (البيدوفيليا)، وهي القضايا التي تتصدر اليوم الجرائم الإلكترونية. * أعلن أمس، الرائد رميلي، المدير الفرعي لعلم الإجرام الخاص التابع لمعهد الإجرام والأدلة الجنائية، عن إنشاء قيادة الدرك الوطني مركزا خاصا مختصا في مكافحة الإجرام عبر الأنترنيت، حيث خضع عديد من إطارات الدرك إلى تكوين بالداخل والخارج في المجال. وقال الرائد في رده على سؤال "الشروق اليومي" أن الجزائر ليست بمنأى عن هذا النوع من الإجرام مستندا إلى معالجة مصالحه قضيتين السنة الماضية بالقول "توجد تهديدات على الجزائر خاصة مؤسسات الدولة المرتبطة بشبكة الانترنيت مثل شركات التأمين"، وأبرز بأن مكافحة الجريمة الإلكترونية ترتكز على شقين تقني وقضائي . * * "البيدوفيليا" والإرهاب يتصدران الجرائم عبر النت * وقام الخبير الجزائري، جمال بن رجام، بعرض الوضع في الجزائر بالارقام، حيث تبلغ حظيرة الإعلام الآلي في الجزائر 3 ملايين جهاز إعلام آلي حسب إحصائيات عام 2006 مع إحصاء حوالي 700 ألف مرور إلى شبكة أنترنيت التدفق العالي أو ما يعرف ب "أدي ياسال" في جويلية عام 2006، وتقدر شبكة الانترنيت في الجزائر ب26 ألف كلم. وكشف الخبير الجزائري عن وجود 5900 نادي أنترنيت في الجزائر، لكن التحقيقات الأمنية كشفت أنها تفتقد للمراقبة من كاميرات وأرشيف المعلومات المتداولة من طرف مستخدمي الشبكة، ويتوافد عليها حوالي 2.5 مليون شخص يرتادون على حوالي 5 آلاف موقع أنترنيت موجود في الجزائر. * وتطرح اليوم مخاوف من تحول الأنترنيت إلى وسيلة إجرامية من خلال توصل التحقيقات الأمنية إلى تردد أغلب هؤلاء على المواقع الإباحية ومواقع التنظيمات الإرهابية والجهادية على خلفية أن أغلب النوادي لا تخضع للرقابة منها المواقع القريبة من تنظيم "القاعدة". * تجدر الإشارة إلى أن الشاب "الانتحاري" الذي تم توقيفه مطلع السنة الجارية من طرف المجموعة الولائية للدرك الوطني بولاية تلمسان، كان قد ربط الاتصال بشبكات إرهابية تنشط تحت لواء ما يسمى تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وتدرب من خلال تردده على نادي أنترنيت بالمنطقة وعثر في بطاقة ذاكرة جهازه الخاص في البيت على بعض المراسلات. * وأجمع المتدخلون على تعلم أغلب الرواد تقنيات الإعلام الآلي وتمكنوا في وقت قصير من دخول عدة مواقع وإنشاء مساحات خاصة بهم على الشبكة بكل سهولة، حيث تقدم المؤسسات الراعية للمواقع خدماتها مجانيا فحتى بطاقات المعلومات التي تفرض على المستخدم ملأها لا يتم مراقبتها وهو ما يصعب على مصالح الأمن تعقب القراصنة عبر الشبكة وأصحاب المواقع المشبوهة. * وكانت قيادة الدرك الوطني، قد نظمت أمس بمقرها ندوة دولية حول "أمن أنظمة الإعلام الآلي في خدمة الأمن العمومي"، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لمجتمع المعلومات، نشطها خبراء من الجزائر وبلجيكا وسويسرا وكندا وحضرها إطارات من الجيش، الشرطة، الجمارك، العدالة ومختصون في المجال من عدة هيئات عمومية وباحثون. * وقال الرائد رميلي إن هذه الندوة ستكون بمثابة دورة تكوينية لضباط الدرك المختصين في مكافحة هذا النوع من الإجرام. * * جيل مجرمي الانترنيت غير مسبوقين ومنهم أطفال * واعترف الخبراء الأجانب الذين تدخلوا أمس، بصعوبة مكافحة القرصنة المعلوماتية، خاصة وأن الأنترنيت أصبح أداة إجرامية تستخدمها سيما الجماعات الإرهابية للترويج لنشاطها والتجنيد والدعاية الإعلامية. * وعرض الخبير الكندي البروفيسور، بونوا ديبو، تجربة بلاده وركز على تحول الأنترنيت من وسيلة تثقيفية لنقل وتصفح كل المعلومات إلى وسيلة إجرامية من خلال نشر وسرقة المعلومات من مواقع رسمية، بالإضافة إلى تهديد بعض المستخدمين من خلال رسالات إلكترونية مجهولة المصدر، تحدث الخبير عن "سرقة الشخصية"، حيث يتم استخدام بطاقات بنكية بهوية أو صورة مزورة للاستفادة من القروض بأسماء مستعارة واستفادة المهاجرين غير الشرعيين من مناصب عمل باستمارات بيانات مزورة أيضا، لكن الخطورة تكمن في استعمالها من طرف إرهابيين مبحوث عنهم للتنقل والإفلات من رقابة مصالح الأمن. وأشار إلى تورط العنصر النسوي في هذه الجريمة "السهلة" بنسبة 42 بالمائة في كندا.