من الفراغ تولد طموحها في ممارسة العمل الجمعوي، فأسست جمعية هدفها استثمار أوقات فراغ شريحة الأطفال والمراهقين حتى لا يكونوا فريسة لمخاطر الشارع.. والحقيقة أن رئيسة جمعية حقوق الطفل والمراهق بتيميمون فتيحة قاديري لم تكتف بالنشاطات الترفيهية والتربوية، فقررت أن تفتح ورشة تعود من خلالها بفتيات المنطقة إلى زمن النسيج التقليدي.. وهكذا بدأت أناملها تداعب آلة المنسج والألوان الطبيعية على طريقة أيام زمان، ''المساء'' التقتها في المهرجان الوطني الأول لإبداعات المرأة المنظم مؤخرا بقصر الرياس، فأجرت معها هذا الحوار. - بداية من هي السيدة فتيحة قاديري؟ أنا أم لثلاثة أطفال، اثنان يدرسان في الجامعة وثالثهما يدرس بالثانوية، كنت موظفة في إحدى مصالح مراقبة الضرائب، لكن نتيجة لظروف صحية توقفت عن العمل.. ومباشرة بعد أن كبر أبنائي تراءى لي أن أتحدى الفراغ من خلال الانخراط في العمل الجمعوي، ووقع اختياري على الأطفال نظرا للمخاطر التي قد تنجم عن إهمال هذه الشريحة. - لماذا فكرت في العمل الجمعوي بالتحديد؟ تولدت الفكرة لدي نتيجة للظروف التي تتميز بها منطقة تيميمون، حيث أنها تفتقر إلى مرافق التسلية الخاصة بالأطفال، فباستثناء المدراس القرآنية لا توجد أية وجهة يقصدها الصغار في أوقات الفراغ التي يجب استثمارها بممارسة الأنشطة المفيدة. - ماهو الدور المنوط بالجمعية؟ تهدف الجمعية التي تأسست سنة 2003 إلى الاهتمام بالطفل وتنمية مواهبه حتى لا يؤثر الفراغ سلبا على هذه الشريحة، لاسيما في مرحلة المراهقة الحساسة. - ما نوع النشاطات التي تقدمينها للأطفال؟ تقدم الجمعية للأطفال كتب المطالعة.كما تتيح لهم فرصة تعلم تقنيات الإعلام الآلي وممارسة الألعاب الرياضية. ويضاف إلى ذلك نشاطات تحسيسية تعرف الطفل بحقوقه وواجباته أملا في تكوين مواطنين صالحين للمستقبل... والمهم أيضا هو أن لا يكون الطفل لقمة سهلة لشبكات الإجرام التي تستغل هذه الفئة في نشاطها نظرا لسهولة استدراجها. - هل توصلت فعلا إلى الترفيه عن أطفال تيميمون؟ لقد تمكنت الجمعية من تنظيم عدة مخيمات صيفية لفائدة أطفال هذه المنطقة. وكذا رحلات إلى شواطئ مستغانم، وسكيكدة، وجيجل، والعاصمة وتلمسان. - بعيدا عن النشاط الجمعوي، هل لك أن تطلعينا عن سبب اهتمامك بفن صناعة النسيج؟ أرغب في إحياء تراث صناعة الزرابي التقليدية لمنطقة تيميمون بعد أن أصبحت مفقودة في الأسواق إثر انتشار الزرابي المصنوعة بالصوف الاصطناعي. ولتحقيق هذا الهدف أجريت بحوثا عن زربية تيميمون وقمت رفقة فتيات الجمعية بالتقاط صور لآخر زربية تقليدية تم نسجها في تيميمون (تعود إلى سنة 1920) في المتحف التقليدي. - نفهم من قولك أن الجمعية فضاء لتعلم حرفة أصيلة أيضا؟ نعم تفتح الجمعية أبوابها لكل الفتيات المتسربات من المدارس لتعلم بعض المهن على غرار الطبخ، والخياطة، والإعلام الآلي والحلاقة، فضلا عن تعلم تقنيات صناعة النسيج التقليدي، حيث جهزنا ورشة خاصة لتعلم هذا الفن الشعبي الأصيل والذي يرتبط بالصباغة الطبيعية. - لماذا الصباغة الطبيعية بالضبط؟ أستخدام الألوان الطبيعية في نسج الزرابي التقليدية، يعني قبل كل شيء العودة إلى الأصل عند ممارسة هذا الفن الشعبي.. وفي نفس الوقت يمثل الاستجابة لنداء منظمة الصحة العالمية التي تحذر من تأثيرات المواد الكيماوية على المحيط البيئي. - ماهي الرسالة التي جئت بها إلى قصر الرياس؟ أوجه من خلال المشاركة في مهرجان إبداعات المرأة بقصر الرياس ندائي إلى كل فتاة تيميمونية لم يتسن لها مواصلة المشوار الدراسي لتستثمر أوقات فراغها من خلال تعلم تقنيات هذه الصناعة الأصيلة بمقر الجمعية. - أخيرا إلى ما تطمح السيدة فتيحة قاديري؟ أرغب في تطوير عملي الجمعوي بعد أن أثمرت نشاطات الجمعية نتائج إيجابية تجسدت في تحسن المستوى التعليمي لبعض الأطفال وتفتح الفتيات اللواتي يستفدن من تكوين بعد أن كن منغلقات بسبب عدم احتكاكهن بالعالم الخارجي.