نظرا لانعدام أو قلة أمكان الترفيه في مختلف الولايات في الوطن، يلجأ المراهقون إلى سد هذا العجز بتنظيم دورات في كرة القدم بينهم أو ولوج قاعات الانترنت أو الجلوس أمام شاشات التلفزيون بالنسبة للإناث أيام العطل الأسبوعية والفصلية. وبينت إحدى الدراسات الحديثة أن 7مراهقين من أصل 10في الجزائر لا يجدون أماكن للترفيه وملء أوقات الفراغ خلال العطل. بينت دراسة حديثة قام بها مركز الإعلام والتوثيق ''سيداف'' بأن 3 من أصل 10مراهقين فقط في الجزائر يمارسون نشاطا رياضيا أو ثقافيا اثناء العطل الأسبوعية. وتقتصر وسائل الترفيه بالنسبة للأغلبية الساحقة من المراهقين على مشاهدتهم للتلفزيون أو الدردشة مع الأصدقاء في الحي أو أداء الأعمال المنزلية بالنسبة للفتيات. ومن جهة أخرى فإن ثلثي المراهقين صرحوا بأنهم لم يقرأوا أي كتاب أو مجلة خلال 12 شهرا الأخيرة. ويعتبر التلفزيون أحد أهم المتنفسات التي يهرب إليها المراهق بغض النظر عما يقدمه هذه الأخير من برامج سواء أكانت ذات أثر إيجابي أو سلبي لدى المراهق، ولا يجد الأولياء حرجا في جلوس أبنائهم لساعات طويلة أمام شاشة التلفزيون. وقد بينت الدراسة أن مشاهدة التلفزيون استحوذت على حصة الأسد في مجال شغل أوقات فراغ المراهقين بنسبة تفوق 90 بالمائة وشملت النسبة الجنسين فتيات وذكور، وهو مؤشر ينذر بمدى سيطرة وسائل الإعلام المرئية وما يقدم فيها من برامج على عقول المراهقين من الذكور والإناث على السواء. أما الدردشة في الحي مع الأصدقاء والجيران فقد شملت 94 بالمائة من الذكور، كما أن تصفح الانترنت وممارسة الألعاب الالكترونية وقضاء بعض الوقت في مواقع الدردشة، مثل ''الفا يس بوك'' و''ماي سبيس'' كلها أنشطة تزداد انتشارا وسط المراهقين بصورة كبيرة، وقد حلت هذه الفضاءات الافتراضية محل الجلسات العائلية في كثير من الأحيان وأسست لبناء علاقات اجتماعية جديدة، وهو ما بينته الدراسة من خلال طرح تساؤلاتها على مجموعة من المراهقين وعائلاتهم. أما المسجد فقد استحوذ على نسبة 50 بالمائة من أوقات المراهقين وهي نسبة تزداد هي الأخرى اتساعا. ثلثا المراهقين لم يطالعوا كتابا خلال سنة أكد ربع المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و17سنة ممن شملتهم الدراسة، أنهم يمارسون نشاطا رياضيا خارج المدرسة 10 فقط منهم فتيات. أما عن ممارسة النشطات الثقافية ف 9 بالمائة فقط من المراهقين يمارسون نشاطا ثقافيا، اما النشاط اليدوي كالطرز والخياطة فيشكل نسبة 6بالمائة من الفئة المستجوبة: كما صرح ثلثا المراهقين المستجوبين بأنهم لم يطالعوا أي كتاب ولا مجلة خلال الأشهر الماضية ومن بين الذين اطلعوا على كتاب أي 26بالمائة المتبقية نصفهم من قرأ كتابا واحدا فقط. والمثير في الدراسة ان نسبة المراهقين في الوسط الريفي هي أكثر مطالعة من المراهقين في الوسط الحضري بنسبة تعدت 70بالمائة، وهو ما يرجع الى وجود وسائل ترفيه أخرى أكثر حداثة في الوسط الحضري كالانترنت والمجلات. وخلصت الدراسة الى نتيجة مفادها أن دور الشباب والمراكز الثقافية وحتى الملحقات الرياضية المنتشرة عبر مختلف أرجاء الوطن لا تؤدي دورها في سد وقت فراغ الشباب والمراهقين على نحو جيد نتيجة قلة النشاطات الترفيهية والتي تنحصر في فترات معينة من العام ثم سرعان ما تعود لتختفي تاركة المراهقين عرضة لمختلف الضغوط الخارجية، وهو التساؤل الذي طرحه أولياء المراهقين على الجهات الوصية على تسيير مثل هذه المؤسسات الجوارية التي تقلص دورها بشكل كبير وابتعد عن الأهداف التي أنشئ من أجلها.