دعت هيئات وأحزاب وطنية وعلماء ومثقفون المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته كاملة إزاء الاعتداء الإسرائيلي السافر على قافلة الحرية الداعية لكسر الحصار على الشعب الفلسطيني في غزة ومقاضاة إسرائيل باعتبارها دولة إرهابية بامتياز. فيما قرر ممثلو التشكيلات السياسية بالجزائر أمس التحرك في مجموعة واحدة إزاء التطورات الحاصلة لقافلة الحرية التي تعرضت للاعتداء. فقد استنكر مجلس الأمة بشدة الهجوم الوحشي للقوات الإسرائيلية على القافلة الإنسانية التي كانت في طريقها إلى غزة محملة بمعونات إنسانية، منددا بقوة بهذه المجزرة في حق المدنيين. ودعا مكتب مجلس الأمة في بيان له أمس كل الهيئات الدولية لاتخاذ العقوبات المناسبة ضد إسرائيل وإلى رفع الحصار الذي يعاني منه سكان غزة. وأطلق المجلس الشعبي الوطني نداء ملحا إلى كافة برلمانيي العالم للتنديد بقوة بالعمل الدنيء الذي اقترفته إسرائيل في حق قافلة الحرية لأجل وضع حد لهذا التصعيد الجديد، الذي يجب أن يستنهض -كما قال بيان للمجلس- كل الضمائر الحية المحبة للسلم والعدالة ووضع حد للأزمة السائدة في المنطقة والتي تشكل أكبر تهديد للسلم والأمن الدوليين في هذا القرن. ومن جانبها وصفت اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان الاعتداء الصهيوني على قافلة الحرية بالعمل الإجرامي والإرهابي الذي سيقود منفذيه طال الزمن أو قصر أمام سلطة قضائية جزائية دولية من أجل محاكمتهم عن هذه الجريمة التي تضاف إلى الجرائم الأخرى المقترفة من قبل نفس الفاعلين. وأدان السيد عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أمس من أم البواقي بشدة الهجوم الذي نفذه الجيش الإسرائيلي وقال خلال تجمع جهوي لمحافظات حزب جبهة التحرير الوطني بشرق البلاد بعد أن توقف الجميع دقيقة صمت ترحما على أرواح ضحايا هذا الهجوم الغادر، ''هذه الجريمة النكراء تشكل إضافة لجرائم إسرائيل الدموية'' معتبرا إسرائيل ''طفلا مدللا من قبل الغرب''. من جهته دعا التجمع الوطني الديمقراطي المجتمع الدولي وعلى رأسه هيئة الأممالمتحدة إلى تحمل مسؤولياتها كاملة إزاء هذه الجريمة النكراء والحصار الشنيع الذي تطبقه إسرائيل على قطاع غزة. وجدد الحزب بعد أن سجل بأسف وألم كبيرين نبأ الاعتداء الجبان الذي تعرضت له قافلة أسطول الحرية على يد الاحتلال الإسرائيلي في عرض مياه البحر، دعمه الكامل واللامشروط للقضية الفلسطينية كقضية تحرر عادلة وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. ومن جهتها، دعت الجبهة الوطنية الجزائرية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته كاملة إزاء التصرفات العدوانية للكيان الصهيوني بوصفه العنصر الأساسي للتوتر في المنطقة وذلك بعدما دعت مناضليها في كل الولايات إلى تنظيم مسيرات احتجاجا على استمرار الهجمة الصهيونية والإلحاح على ضرورة وضع حد لها قبل أن تدعو في بيان لها الشعب الجزائري إلى التعبير عن أنفته المعهودة للوقوف إلى جانب إخوانه المظلومين في فلسطين، وبدورها دعت حركة الوفاق الوطني المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته كاملة ومعه القوى الحية تجاه القضايا العادلة. وتهيب بالأحرار في العالم إلى مقاضاة إسرائيل باعتبارها دولة إرهابية بامتياز قبل أن تسجل حركة الوفاق الوطني تضامنها المطلق مع أهالي الشهداء الذين سقطوا فجر أمس على سواحل غزة ومع الشعب الفلسطيني المحاصر. أما حزب عهد 54 فقد عبر عن تقديره وعرفانه لمنظمي قافلة الحرية وأفرادها بعدما عزى عائلات الضحايا، ليندد بخذلان الدول العربية والسقوط الحر لمنظومتها الأخلاقية وحسها القومي أمام الغطرسة الصهيونية والتواطؤ الغربي في عملية إبادة الشعب الفلسطيني. كما شجبت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الاعتداء الإجرامي الذي نفذه الجيش الإسرائيلي على أسطول الحرية ودعت الأممالمتحدة لوضع حد للعجرفة الإسرائيلية التي كما قالت تجاوزت الاستهتار بالفلسطينيين والعرب والمسلمين إلى الاستهتار بالمجتمع الدولي. كما تستنفر الجمعية الشعوب العربية والإسلامية وجميع أحرار العالم للتنديد بهذا العدوان والضغط على حكوماتهم للتدخل السريع لإجبار إسرائيل لتعويض أسر الضحايا والجرحى والاعتذار الرسمي للدول التي أصيب رعاياها. وهو ما ذهبت إليه أكاديمية المجتمع المدني الجزائري حيث طالبت اسرائيل بإطلاق سراح المختطفين فورا ودون شروط، داعية المنظمات الوطنية والدولية برفع دعاوى قضائية ضد المسؤولين عن التخطيط لهذه الجريمة وتنفيذها أمام العالم. وبدورها دعت الكشافة الإسلامية الجزائرية المجتمع المدني الجزائري إلى الوقوف إلى جانب أعضاء قافلة الحرية والاستمرار في الدعم والتضامن بكل أشكاله مع الشعب الفلسطيني.