أدخل ارتفاع الذهب بولاية عين الدفلى على غرار باقي ولايات الوطن، المقبلات على الزواج وذويهن في دوامة من التفكير حول إمكانية تأجيل شراء الذهب على أمل انخفاضه أو رفع قيمة المهور نظرا للغلاء في أسعار الذهب والملابس، وهنا يكون الشاب المقبل على الزواج مخيرا بين دفع مهر غال أو البقاء أعزبا الى حين جمع مبلغ المهر. وحسب أحد الضالعين في تجارة الذهب ممن لديهم خبرة تزيد عن ال 30 سنة في هذا المجال، فإن سعر الذهب بدأ في الارتفاع منذ أفريل 2001 . مضيفا أن الذهب يتصف بصفتين متميزتين، أولاهما أنه سلعة خاضعة لآلية العرض والطلب في السوق، إضافة الى أنه مادة للادخار ذات قيمة مضمونة بعيدة عن موجات التضخم، فهو الخيار الأرجح للكثير من الإشخاص. فاطمة البالغة من العمر حوالي أربعين سنة مستاءة كثيرا من غلاء سعر الذهب، وخصوصا بسبب انخفاض مهرها، ولم تجد خيارا آخر أمامها إلا اقتناء بضع قطع فقط، أما زهور والدة إحدى العرائس فقالت أنها لن تشتري الذهب لابنتها إذا بقيت الأسعار مرتفعة وستجعلها تحتفظ بالمال، واشتكت آمال من الأوضاع الاقتصادية الصعبة للغاية في هذه الأيام، مشيرة الى أن المواطنين يلجأون إلى بيع ما يملكون من الذهب لارتفاع ثمنه، وليس هناك إقبال كبير على الشراء، فيما باتت العديد من العرائس يفضلن الاحتفاظ بالمهر »مالا« بدلا من الذهب لغلاء ثمنه. واعتبر أصحاب المهنة من الصاغة ان هذا الارتفاع خارج عن نطاقهم ويرجع الى ارتفاع سعر الذهب في السوق العالمية، أحد البائعين القدامى وهو في الستينيات من العمر قال لنا ان ارتفاع أسعار الذهب ناجم عن الأحداث السياسية المتعاقبة التي تعصف بالعالم. مشيرا إلى أنها وصلت الى أعلى مستوياتها منذ بداية عام ,1980 بسبب تراجع سعر الدولار وارتفاع أسعار النفط الى مستويات قياسية. وأمام كل هذا فالضحية هنا هي العروس التي تضطر أحيانا الى الاستلاف من الأقارب، وفي هذا الصدد يذكر »عمي العربي« صاحب أحد محلات بيع الذهب والمجوهرات، ان المواطنين لم يبق لديهم شيء ليبيعوه، فغالبيتهم استغلوا فرصة ارتفاع سعر الذهب وباعوا كل ما لديهم على أمل ان ينخفض سعره مستقبلا، والشراء مرة أخرى. مضيفا أنه حتى العرائس لم يعدن يشترين الذهب من مهورهن لضعف المهور وارتفاع سعر الذهب فأصبحن يلجأن إلى استعارة الذهب من احدى قريباتهن للتزين به يوم الزفاف ثم ارجاعه، مبينا ان الإقبال على شراء الذهب اصبح قليلا جدا وذلك أثر بشكل كبير على الصاغة مما جعل دخلهم محدود مقارنة بالسنوات الماضية. ورغم أن الذهب سلعة قابلة لتغير اسعارها بين ليلة وضحاها، لكنها تبقى البديل الآمن والمضمون عن الأوراق المالية بمختلف تصنيفاتها، فضلا عن كونها كما يقول الأجداد »زينة وخزينة«.