في ظل الارتفاع القياسي الذي تعرفه أسعار الذهب ومنذ عدة أشهر عبر أسواق ولاية فالمة وكذا بعض ولايات الشرق، تلقى محلات الذهب المزيف أو ''البلاكيور'' إقبالا مذهلا من طرف الزبائن خاصة منهم النسوة والفتيات المقبلات على الزواج في ظل الارتفاع القياسي الذي تعرفه أسعار الذهب ومنذ عدة أشهر عبر أسواق ولاية فالمة وكذا ولايات الشرق، حيث انتشرت وبسرعة جنونية المحلات التي تبيع الذهب المزيف. ولتسليط المزيد من الضوء على الموضوع اقتربنا من بعض الباعة وكذا بعض الزبائن فأخبرنا عمي النوري وهو صائغ يعمل منذ عدة سنوات في تجارة الذهب عبر عدة ولايات شرقية كعنابة، قسنطينة، سكيكدة وفالمة، قائلا إن الذهب ارتفع ثمنه خلال السنوات الأخيرة ليس هنا في الجزائر فقط بل في بقية دول العالم، وما يدفع الناس إلى شراء الذهب المزيف هو الغلاء الفاحش للذهب ونظرا لأن المرأة خاصة عندنا في فالمة لا تذهب إلى الأعراس إلا إذا امتلأت أيديها ورقبتها وخسرها بمختلف الحلي الذهبية من خواتيم، وسلاسل، وأقراط و.....، وقد أثرت فعلا هذه المحلات على إقبال الزبائن خاصة من الذين يعتبرون الذهب للزينة ولا داعي إلى دفع مبالغ مالية باهظة من أجل قطعة ذهبية تستعملها مرة أو اثنين في السنة في حين يرى سمير وهو صائغ بأن هذه الظاهرة ليست جديدة على المجتمع الفالمي بقدر مافيها من تطور حيث يقول إنه في الماضي كانت النسوة اللاتي لا تقدرن على شراء الذهب يقمن بشراء حلي فضية وكسوتها بمادة الذهب حتى تبدو ذهبا حين ارتدائه في المناسبات والتباهي والتفاخر وكأن ما تلبسه من حلي ذهب. أما نسيمة وهي متسوقة التقيناها خلال الجولة التي قمنا بها في محالات فالمة فتقول إن الغرض من شراء الحلي ليس التباهي فقط وإنما تستعمله لغرضين من أجل أن تلبسه في الأفراح والمناسبات وفي نفس الوقت ترى فيه ثروة تقوم بتخبئتها لغدر الزمن ويمكن لها أن تستفيد منه إذا وقعت في ظائقة مالية أو صادفتها إحدى مشكلات الحياة وأنها لا تشجع فكرة الإقبال على شراء حلي مزيفة من أجل الزينة فقط، على عكس ما تقوله السيدة مريم التي تقول إن متطلبات الحياة الكثيرة وغلاء المعيشة أصبح يحرمها من شراء الكماليات كما تسميها هي وأنها كلما جاءتها مناسبة تشتري حلي مزيفة وتمضي به إلى العرس أو المناسبة وأنها لاتجد حرجا على الإطلاق في ذلك بل على العكس هي تقول إنها بذلك تتمكن من مواكبة الموضة وهي لا تستطيع ذلك مع الذهب. لتبقى بذلك ظاهرة انتشار محلات الذهب المزيف تلفت الانتباه هنا بفالمة حتى أن هناك من لا يحبذها خاصة ما أصبح يحدث خلال مواسم الأعراس والسرقات التي تطول الصياغة الحقيقية وتبديلها بأخرى مزيفة، ورغم ارتفاع سعر مادة الذهب إلا أن الذهب بولاية فالمة يعرف إقبالا كبيرا خاصة خلال تجهيز العرائس التي تشترط مهورهن صياغة كبيرة، كما أنه من الشائع أن تنخفض أسعار الذهب خلال فصل الشتاء انخفاضا ملحوظا غير أن من تجار الذهب الذين التقينا بهم أكدوا لنا أن الانخفاض هذه السنة لن يكون وحتى إن كان لن يكون انخفاضا كبيرا نظرا لغلاء المادة على مستوى السوق الوطنية. جدير بالذكر أن سعر الغرام الواحد من الذهب يتراوح مابين 2300 و2500 دينار جزائري.