أكد خبراء ومختصون في اتصال المؤسسات أن النهوض بهذه الأخيرة وبلوغها النوعية والتنافسية يتطلب في المقام الأول، اتصالا جيدا من داخلها ومع محيطها مما يقتضي أيضا تعميم استعمال التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال. وفي اليوم الدراسي الذي نظمته أول أمس وزارة الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار احتضنته قاعة المحاضرات لاتصالات الجزائر، تحت شعار ''الاتصال طاقة مستدامة''، أبرزوا أن الاتصال الجيد يندرج ضمن التنمية البشرية المؤهلة لقيادة المؤسسة وتطويرها والنهوض بها لكي تفرض نفسها عبر الإنتاج، النوعية والتنافسية العالية. وأشار مختصون في الاتصالات خلال مداخلاتهم إلى أن ضرورة الاتصال الجيد داخل المؤسسات ومع محيط هذه الأخيرة، يعني الاندماج الاجتماعي والاقتصادي في أي بلد، ولذلك فإن الإدارة والقيادة في أي مجتمع تكشف عن التنسيق وقوة الاتصال من عدمهما مما يحدد في النهاية طبيعة القرارات، وما إذا كانت صائبة أم لا، ويذهب الخبير الدولي في ميدان الاتصال، السيد بيار جيليار في مداخلة بعنوان ''الاتصال: مبادئ عالمي أو لماذا نتواصل''، إلى أن 90 بالمائة من مشاكل العالم هي مشاكل اتصال. ويوضح بأن الفرد داخل المؤسسة شبيه بالفرد داخل المجتمع وإذا لم يكن هناك اتصال جيد بينهما في الحالتين، فإن كل طرف لا يمكنه أن يؤدي مهامه المنوطة به تجاه الآخر. وأشار عبر نماذج اتصال حديثة توصل إليها الباحثون من خلال أعمال وممارسات من داخل المؤسسات إلى أن الاتصال الجيد يعني الاندماج داخل المؤسسة، ويعبر عن السرعة والفعالية والتفكير الجماعي وحسن اتخاذ القرارات، والقدرة على إدارة الأزمات وإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل الاقتصادية والتجارية التي تعترض المؤسسة. وقال الخبير جيليار، أن الاتصال الجيد يعني إشاعة فكرة التنمية البشرية كرأسمال ثابت في عالمنا اليوم، وهو في الوقت نفسه، مؤشر على العمل بالكفاءات التي تحمل مدلولات الثقة، المراقبة، الإحساس بالآخر، وضرورة التواصل معه وتقاسم المسؤولية معه. وأوضح المتحدث أن مجهودات التنمية البشرية من تكوين وعناية بالعامل وإشراكه في اتخاذ القرارات وتحسيسه بها وجعله يتقاسم أفراح وأحزان المؤسسة، ستدفع في نهاية المطاف إلى ترسيخ اتصال جيد وفعال داخل المؤسسة ومع محيطها. من جانب آخر، عرضت السيدة صونيا بلقاضي، مسؤولة الاتصال بمؤسسة ''بتروزار'' تجربة مؤسسة أجنبية بالجزائر في مجال الاتصال والإعلام. أما ممثل وزير البريد وتكنولوجيات الاتصال الذي افتتح أشغال اليوم الدراسي، فأكد على خيار السلطات العمومية في تعميم استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة بإدخالها إلى المؤسسات بالنظر إلى التأثير الإيجابي الكبير الذي تحدثه على آدائها ومردوديتها. في حين أكد المدير العام بالنيابة لاتصالات الجزائر، السيد بودبوز محمد، على الدور الذي تقوم به مؤسسته في تمكين المؤسسات الاقتصادية من الربط عبر الشبكة العنكبوتية وتكوين المختصين في مجال الانترنت والإعلام الآلي. من جانب آخر، شهد اليوم الدراسي عرض كتاب للخبير الجزائري في ميدان الاتصال داخل المؤسسات السيد أوعرات عبد الحميد الذي يحمل عنوان ''بناء استراتيجية الاتصال والتنمية البشرية'' إضافة إلى التطرق لآخر الإصدارات في مجال الاتصال على غرار ''من غيدنبارغ إلى رجل الشبكة العنكبوتية'' والدليل العملي ''للماناجمنت''.