أسدل الستار أمس على الطبعة الثانية لصالون التصدير ''الجزائر اكسبو'' التي تحولت في وقت قصير إلى فضاء اقتصادي يستقطب العديد من المتعاملين المحليين والأجانب لبحث فرص الشراكة وتنويع المبادلات التجارية خارج قطاع المحروقات، ورغم أن الأرقام المسجلة من طرف المركز الوطني للإحصاء لمديرية الجمارك تشير إلى تسجيل تصدير ما قيمته 1,3 مليار دولار نهاية 2009 فإن ذلك لا يعكس الإمكانيات الوطنية، لذلك تعول الحكومة على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلال مسايرتها في مرحلة أولى لتغطية متطلبات السوق الوطنية قبل التفكير في تصدير الفائض إلى الخارج على أن يكون من نوعية جيدة تتماشى والمقاييس العالمية. وفي ختام اللقاء الذي قرر منظموه جعله تقليدا سنويا يتزامن مع فعاليات معرض الجزائر الدولي ليتسنى لرجال الأعمال والمؤسسات المشاركة الجلوس على طاولات المناقشات لربط علاقات شراكة بين الجزائريين والأجانب، أبدت الشركات المشاركة وعددها 45 استعدادها التام للدخول في دورات تدريبية حول ثقافة التصدير واكتساب المهارات على ضوء التجارب السابقة، مع مواصلة متابعة اقتراحات برامج ''اوبتيم اكسبورت'' الذي ساهم في تحسين مردود الشركات المصدرة من خلال تعريفها بالشروط الجديدة. وقد شهدت الطبعة الثانية للصالون مشاركة قوية لقطاع المواد الغذائية والفلاحية التي دخلت الأسواق الأوروبية منذ مدة، حيث أكد صاحب شركة استيراد وتصدير ''ايفي'' بولاية جيجل السيد عبد الهادي ل ''المساء'' الاهتمام الذي يوليه المتعاملون الفرنسيون للمنتوج الفلاحي الجزائري الذي ينفد من المساحات التجارية بمجرد دخوله إليها رغم ارتفاع أسعاره مقارنة ببقية المنتجات، مشيرا إلى أن أول المهتمين بالمنتوج الوطني هم من أبناء الجالية. حيث تقوم المؤسسة سنويا ببيع بين 20 و30 طنا من الفواكه والخضر المتنوعة إلى الأسواق الفرنسية ومنها لباقي الأسواق الأوروبية، وعن سبب انخفاض الكميات أشار صاحب المؤسسة إلى أن الفلاحين لا يلتزمون بالعقود المبرمة مع الشركة، حيث يقومون ببيع المنتوج لمن يدفع أكثر، كما أن الشروط الجديدة للاتحاد الأوروبي تقضي بأن يتصف المنتوج بمجموعة من المواصفات لتحديد جودته، وهو ما يعيق الرفع من قيمة المنتجات الفلاحية المشحونة إلى الخارج عبر الخطوط الجوية بسبب سرعة تلف المنتجات الفلاحية. المواصفات الطبيعية للمنتوج الجزائري ترفع من أسعاره وتراهن المؤسسة على النوعية الطبيعية للمنتوج الفلاحي الذي يصدر وهو طازج لاكتساب ثقة المتعاملين الفرنسيين الذين يتهافتون على المنتوج فور وصوله إلى المطارات الفرنسية، علما أن الشركة تنشط في مجال التصدير منذ 2008 من خلال تصدير الطماطم، الفلفل، الفاصوليا الحمراء والخيار وبالمقابل تقوم المؤسسة باستيراد التفاح، الإجاص والبرتقال. وعكس مؤسسة ''ايفي'' فضل مجمع طهراوي بولاية بسكرة الاستثمار في الإنتاج الفلاحي قبل العودة إلى الأسواق العالمية التي تم تجربتها من خلال تصدير الطماطم والبطاطا خلال الست سنوات الفارطة، وحسب صاحب المؤسسة السيد طهراوي فإن المنتوج الوطني له مكانته بالأسواق العالمية لمواصفاته الطبيعية التي يكثر عليها الطلب وتسوق بأسعار مرتفعة. وقصد التحكم أكثر في التصدير فضل المجمع الاستثمار في الزراعات المبكرة عبر البيوت البلاستيكية ببلدية المزيرعة بولاية بسكرة على مساحة 50 هكتارا مستقبلا للحصول على مخزون ذي نوعية جيدة يمكن تسويقه بسهولة إلى الخارج، ورغم أن مزارعي الولاية فضلوا الاختصاص في تصدير التمر، إلا أن عائلة طهراوي اهتمت بباقي المنتجات الفلاحية الأخرى مع إنشاء سلسلة من الإنتاج يتماشى والمقاييس العالمية. وبمناسبة الصالون عرض المجمع علامة ''منبع الغزلان'' في مجال إنتاج المياه المعلبة أمام المهتمين من المتعاملين الأجانب، وفي نفس الإطار كشف مسؤول المؤسسة أنه سيتحصل على شهادة مياه معدنية للمنتوج الأسبوع القادم بعد الانتهاء من التحاليل والحصول على رخصة وزارة الموارد المائية. صناعة أمصال للحيوانات والإنسان بالتنسيق مع باستور أما في مجال الصحة الحيوانية، فقد تميزت بمشاركة مخبر ''ألجيرين انيمال هالث برودوكت'' الذي كشف مسؤوله التجاري ل ''المساء'' السيد صابري جياش عن انطلاق إنتاج مجموعة من اللقاحات الحيوانية عبر وحدة جديدة سيتم تدشينها في الأشهر القليلة القادمة بمقر المصنع بقسنطينة، بعد أن اختصت الشركة في إنتاج مختلف الأدوية على شكل مسحوق أو سائل للأبقار والأغنام والدواجن، قبل أن يتطور إنتاج الشركة للأدوية التي تعطى عن طريق الحقن وهو ما اعتبره المتحدث قفزة في إنتاج الأدوية الموجهة للصحة الحيوانية بالجزائر، حيث ساهمت المؤسسة منذ نشأتها في تخفيض فاتورة استيراد الأدوية مع توفير المنتوج بأسعار معقولة. ولم يخف المتحدث إمكانية الوحدة الجديدة لإنتاج الأمصال، الاستثمار في الأمصال الموجهة للبشر مستقبلا بالتنسيق مع معهد باستور وهو ما سيغطي العجز الذي تعاني منه المؤسسات الاستشفائية في كل مرة، وقد تحصلت الشركة سنة 2006 جائزة أحسن مصدر وهي التي تسوق منتجاتها في 16 دولة عربية وآسيوية بعد أن تخصصت في إنتاج كل أشكال الفيتامينات للحيوانات.