وأكد مشاركون في هذا الحفل التكريمي أن مراكز تربية أبناء وبنات الشهداء خلال الثورة وبعد الاستقلال كان لها دور كبير في محاربة الأمية التي خلفها الاحتلال الفرنسي للجزائر خاصة في القرى والمداشر، وقال الوزير السابق محمد كشول أن نسبة الأمية بعد الاستقلال تجاوزت 97 بالمئة، ونسبة المتعلمين لم تتجاوز آنذاك 2 بالمئة، ولعبت هذه المراكز التي ظهرت في البداية في الحدود الجزائرية لايواء اليتامى وأبناء الشهداء الذين فقدوا آباءهم خلال الثورة دورا كبيرا في محاربة الأمية، إذ تخرج منها عدد كبير من الإطارات والشخصيات· وقد ساهمت هذه المراكز بالرغم من محدودية إمكانياتها والمستوى الثقافي لمربيها وضعف أجورهم التي لم تكن تتعدى 45 ألف فرنك آنذاك في تربية جيل صالح، والعمل على إرسال عدد منهم لمواصلة دراستهم في مصر وتونس·وكانت "دشرة المجاهد" من أولى المراكز المؤسسة بالحدود وكانت تضم أبناء الشهداء، أنشئت بمساعدة جيش التحرير الوطني وهو المجهود الذي توسع فيما بعد إلى مدرسة الأشبال والتي تدرجت فيها قيادات برتب عالية في صفوف الجيش الوطني الشعبي· وفي تصريح ل"المساء" ذكر المجاهد ناصر عبد الرحمان رئيس جمعية "الجيل الجديد" التي بادرت بإنشاء حوالي 20 مركزا لأبناء الشهداء أن هذه المراكز كانت منتشرة في عدة مناطق من الوطن كالعاصمة وبالضبط في حيدرة والأبيار، إضافة إلى ولايات أخرى كسوق أهراس وتلمسان وغيرها، علما أن أول مركز أنشأته الجمعية كان في جويلية 1962 ليتم إنشاء عدة مراكز أخرى في ظرف ثلاثة أشهر كانت تضم ألفي طفل· وقد تولت وزارة المجاهدين بعد تشكيل الحكومة وصياغة الدستور بعد الاستقلال مهمة تسيير هذه المراكز التي كانت تعمل وفق خطة وبرنامج محددين لتربية هؤلاء الأطفال·