أكد رئيس الجمعية الوطنية لقدماء المحكوم عليهم بالإعدام السيد مصطفى بودينة أول أمس بالعاصمة، أن كتابة تاريخ الثورة التحريرية تتطلب غرس ثقافة حب الوطن في أوساط الشباب والمجتمع ككل، حتى تنبت فيه بذرة حب الإطلاع والمتابعة، وفي هذا السياق أشار الى ان كتابة التاريخ وظيفة تشترك فيها سلسلة من العناصر الحيوية وليست حكرا على المؤرخين والمختصين فحسب. وأوضح السيد بودينة ان التاريخ شيء مقدس ولابد من المحافظة على قدسيته لنقله على حقيقته للأجيال الحالية والقادمة، قائلا أن كتابته يشترك فيه كذلك المجاهدون بما في ذلك قدماء المحكوم عليهم بالإعدام الذين يحملون جزء من الذاكرة التاريخية، بالإضافة الى أساتذة التاريخ في المؤسسات التربوية، وكذلك الأسرة الاعلامية، ثم يأتي بعدها دور المؤرخين والمختصين. وذكر بضرورة الإهتمام باستثمار ثقافة حب الوطن في سبيل الترويج للمؤلفات التاريخية، وفي هذا الصدد، أفاد السيد بودينة ان جمعيته تدعم فكرة تدوين التاريخ لكن بمعية شهود عيان من المجاهدين الذين عاشوا أهم الأحداث التي عرفتها الثورة التحريرية، وشدد في هذا الاطار على الالتزام باحترام حقوق التأليف والنشر والتوزيع واعطاء مقابل مادي لهؤلاء الشهود عن رواياتهم التي يسجلها المختصون. وهاجم السيد بودينة بما أسماهم بقناصي الأموال الذين يستغلون شهادات المجاهدين المثيرة لتحقيق ارباح لهم دون تقديم أي مقابل إزاء مشاركته في تعزيز الذاكرة الجماعية بوقائع مهمة. وقال المتحدث خلال لقاء بمناسبة اليوم الوطني للمحكوم عليهم بالاعدام المصادف ليوم 19 جوان ,1956 يجب الإعتزاز بالثورة الجزائرية لأنها من أعظم الثورات التي شهدها العالم وتستدعي الاستلهام بمبادئها. وأفاد السيد بودينة ان كتابة التاريخ تعتمد على تجميع الامكانيات المادية والبشرية في اطار منظم لها على شكل مؤسسة يشرف عليها وزير المجاهدين شخصيا، وهو الاقتراح الذي قدمه أمام الحضور، إلى جانب تأسيس مدرسة لكتابة التاريخ يتم فيها تكوين مؤرخين مختصين، وقبل ذلك إقتراح لقاء يجمع كل الاطراف المعنية بتحصيل وتدوين التاريخ. يذكر أنه تم تدشين قاعة متحف بمقر الجمعية الوطنية لقدماء المحكوم عليهم بالإعدام، تضم مجموعة من الكتب والصور ومجسم لمقصلة والآلة الراقنة التي كتبت فيها رسالة السيد زبانة. وبمناسبة اليوم الوطني للمحكوم عليهم بالإعدام كذلك تم تنظيم مجموعة من المحاضرات نشطها مجاهدون من قدماء المحكوم عليهم بالاعدام.