دعا رئيس الجمعية الوطنية لقدماء المحكوم عليهم بالإعدام السيد مصطفى بودينة إلى إنشاء مدرسة تتكفل بتلقين منهجية موحدة لكتابة تاريخ الجزائر في فترة الاستعمار الفرنسي بهدف توحيد النظرة والمفاهيم حول جميع المراحل التاريخية. وأوضح السيد بودينة في تصريح صحفي على هامش ملتقى حول جرائم الاستعمار وكتابة التاريخ بالعاصمة أن إنشاء هذه المدرسة من شأنه تلقين الأساليب البيداغوجية ومقاييس كتابة التاريخ مادام حاملو الذاكرة لا يزالون على قيد الحياة، مضيفا أن الهدف من إنشاء هذه المدرسة هو جمع كتاب التاريخ حول فكرة واحدة. وبعد أن دعا إلى ضرورة تنظيم لقاءات متكررة للحوار وتبادل الأفكار حول طريقة كتابة التاريخ والأحداث لتوحيد النظرة والمفاهيم وقراءة الأحداث والمراحل، أشار المتحدث إلى غياب المنهجية في جمع ومعالجة المادة التاريخية من حاملي الذاكرة، مؤكدا أن المؤرخين يبذلون الكثير من الجهد من أجل تدوين التاريخ إلا أنهم يفتقرون إلى الإمكانيات المادية التي تمكنهم من ذلك كما يتلقون الكثير من الصعوبات للإطلاع على الأرشيف. واعتبر السيد بودينة أن تنظيم لقاءات دورية بين الفاعلين المعنيين بكتابة تاريخ الجزائر أثناء فترة الاستعمار الفرنسي من شأنه أن يفتح المجال لنقاش حقيقي بدل الجدل القائم بعيدا عن المعنيين الحقيقيين، داعيا أساتذة التاريخ في الأطوار التعليمية المختلفة وفي الجامعات إلى توحيد أفكارهم في مجال تدريس مادة التاريخ لأطفال الجزائر مشددا على التزام رجال السياسة بالسياق الحقيقي للأحداث التاريخية وإعطائها بعدا إيجابيا لدى تطرقهم لها.