قال السيد مصطفى بودينة رئيس الجمعية الوطنية لقدماء المحكوم عليهم بالإعدام أمس بالعاصمة، أنه مع مرور كل ذكرى تاريخية للثورة التحريرية، إلا ونستجمع فيها نشوة التفاؤل بمستقبل واعد لهذا الوطن، ونستحضر ذكرى أحد شهداء المقصلة الفرنسية الذي أوصى شباب الاستقلال بأن يحبوا الجزائر أكثر من الشهداء الذين ماتوا في سبيل الاستقلال وأن يعيشوا من أجل مستقبل البلاد. وأكد السيد بودينة بمناسبة يوم المحكوم عليهم بالإعدام المصادف ليوم 19 جوان 1956 تاريخ استشهاد المجاهدين أحمد زبانة وعبد القادر فراج اللذين يعدان أول من أعدما بالمقصلة الاستدمارية لفرنسا بسجن سركاجي بالعاصمة حيث أقيم حفل تخليد ذكراهما، أن الجمعية لا تسمح لأي كان باستغلال الأحداث التاريخية لتبرير المواقف السياسية الحالية، مشيرا من جهة أخرى الى اعتزازه بالفرنسيين الذين اختاروا أن يموتوا في سبيل استقلال الجزائر. وأفاد السيد بودينة أن المناسبة جاءت للترحم على كل شهداء الثورة الجزائرية والواجب الوطني والذين استشهدوا تحت المقصلة بسجن سركاجي وبوهران وحتى بفرنسا وغيرها، موضحا أن التاريخ لم يسلط الضوء بشكل كبير على الشهيد عبد القادر فراجي الذي أعدم إلى جانب الشهيد أحمد زبانة في نفس اليوم والتوقيت فجر 19 جوان ,1956 وبهذه المناسبة اغتنمت الجمعية الفرصة لتكريم عائلة فراجي بعد أن استنفدت وقتا في البحث عنهم. واسترسل السيد بودينة في حديث أعاده إلى الماضي قائلا أنه كلما يدخل سجن سركاجي إلا واستحضر الألم والعذاب الذي عاشه رفقة العديد من رفاقه، وأكد أن العديد من المحكوم عليهم بالإعدام تضرروا معنويا وأن انعكاسات السجن السلبية مازالت تشكل هاجسا لدى العديد من الناجين من حكم الإعدام وان هناك من فقد الذاكرة، في إشارة الى أن المحكوم عليهم بالاعدام، عكس الذين حكم عليهم بالسجن، حيث كانوا يصارعون الموت في زنزاناتهم ولم يتصوروا أبدا أنهم سوف يفلتون من بطش الاستعمار ومقصلته. وفي هذا السياق كشف السيد بودينة أن الجمعية تعمل ما بوسعها للرفع من مستوى معيشة هذه الفئة بما يكفل حفظ كرامتهم. من جانبهم، قدم نزلاء سجن سركاجي عرضا مسرحيا يتروي بشكل ملحمي عودة الشهيد أحمد زبانة من جنة الفردوس، كما تم ربط المسرحية بمجموعة من الأناشيد الوطنية تأثر بها الحضور وأبكت العديد من المجاهدين حيث استحضروا الأيام الخالدة التي عاشوها سويا ومنهم من تذكر رفاقه الذين استشهدوا خلال الثورة.