دأب المجلس الأعلى للغة العربية على إصداره لمجلة "اللغة العربية" نصف السنوية، وهاهو العدد الثامن عشر لخريف 2007 يصدر بنفس الأناقة والجدية في الموضوعات المبحوثة والمدروسة والتي تهدف إلى تزويد القارئ بصفة عامة والمثقف بصفة خاصة بدراسات ومقالات ذات مستوى علمي يستعين بها في أبحاثه وفي إثراء معلوماته، ولهذا جاء العدد 18 دسما بمحتوياته وبأقلام ذات وزن ثقافي ثقيل·
"اللغة الحية في نظري هي الحاملة لوسائل الحياة، الراسخة المتجذرة، المتجددة تجددا مستمرا، القادرة على استعياب الثقافات العلمية مهما استعت ومهما كان عمقها···" هذا ما جاء ضمن مقدمة العدد في كلمة رئيس التحرير الدكتور مختار نويرات، إنه تعريف يشد الرداء من جميع أطرافه بل من أزمنته الثلاث وإلا أصابه البلاء والرداءة وأصبح صاحبه أشبه بعارٍ لايدري أي جزء من أعضائه يستر· اللغة العربية الآن تعيش كغيرها من المجتمعات العاملة بها التلوث اللغوي الذي أصابها عبر الأحقاب الاستعمارية والتي كانت ضحية من ضحاياه بسبق إصرار أمام انبهار البعض من الأبناء بكل ماهو جديد غريب، وهو ما أدى إلى التقليد وزيادة في سمك الركود والجمود، فأصبحت اللغة العربية تعاني من عجز أبنائها في إقحامها عتبات الحضارة الجديدة، وهذا ما جعل المجامع العربية تحاول تجديد الدماء وتنقيتها من ذلك الركود والبحث لها عن مصطلحات جديدة تترجم الحياة الجديدة وتتكيف معها، وهذا ما تحاوله كل المجهودات في المجامع والمجالس من أجل ترقية اللغة العربية وجعلها لغة العصر مشرّع الأبواب على كل ما هو جديد، وهذا انبرى له الباحثون والدارسون عندنا في الجزائر من أجل إعادة تأهيل اللغة العربية في بلادنا لتكون لغةالعصر، وقد جاء العدد 18 من مجلة "اللغة العربية" دسما حيث استهله الدكتور عاطف فضل محمد خليل بدراسة تحت عنوان "الاحتجاج اللغوي بين النظري والتطبيق" وهو موضوع يبحث في قانون اللغة· أما الدكتور محمد الحباس فقد عنون بحثه ب"كلمات في ميزان الفصاحة" وقد تناول فيه اللحن في اللغة أو الكلمات التي رأى بعض اللغوين أنها ملحونة وهي ليست من قبيل اللحن· الدكتور عبد الجليل مرتاض اختار الخوض في اتباع الطريق الذي سلكه جماع اللغة العربية والتدقيق في هذا الجمع، فعنون البحث ب"التحري المنهجي لدى جماع اللغة العرب"·وفي مجال الأدب اختار الدكتور عثمان بدري تناول الأدب السعودي الحديث بالقراءة من خلال نصوص ودراسات من هذا الأدب، الاستاذ سعيد كحيل فضل الدراسة المقارنة بين اللغة العربية والفرنسية وعنون بحثه ب "دراسة تقابليه بين اللغة العربية والفرنسية، نحو تأسيس نظري وعملي لدرس الترجمة"· أما فيما يخص كثافة المعلومة وغزارتها ومدى تقبل اللغة العربية لهذا الانهمار المعلوماتي فقد تناولتها الاستاذة فريدة بن فضة في بحث عنونته ب"اللغة العربية وتدفق المعلومات" أما الدكتور عبد المجيد حنون فقد تناول في بحثه مقارنة بين الشاعرين العربي أحمد شوقي والفرنسي لامارتين· "ظاهرة الثنائية وتأثيرها على التطور التاريخي للجزائر" تناوله الدكتور ناصر الدين سعيدوني، في الوقت الذي فضل فيه الاستاذ ابراهيم جديدي التطرق إلى الكتابة الدرامية وعنون موضوعه ب"الكاتب الدرامي أديب ومبدع" ولم تغب إفريقيا وبالأخص الدراسة الاجتماعية التاريخية فقد تناول هذا الموضوع "مهن وحرف الرقيق في شرق إفريقية 1806 - 1897م" الدكتور بنيان سعود تركي· كما لم يخل العدد من تسجيل حوار أجرته جريدة "صوت الاحرار" مع الدكتور محمد العربي ولد خليفة، موضوعه تناول "مهام ودور المجلس"، المجلة من القطع العادي في مجلد أنيق يحتوي على 286 صفحة وفي ظهر الغلاف صور للأعداد السابقة التي أصدرها المجلس·