أصدر المجلس الأعلى للغة العربية عددا جديدا من مجلته النصف سنوية "اللغة العربية" التي تعنى بالقضايا الثقافية والعلمية للغة العربية وترقيتها. وخصصت المجلة افتتاحيها لإحياء المجلس الأعلى للغة العربية ذكرى الشيخ محمد البشير الإبراهيمي باعتباره احد أعلام الإصلاح في الجزائر واحد ابرز من خدم اللغة العربية في القرن العشرين إلى جانب الإمام عبد الحميد بن باديس كما وصفه كاتب الافتتاحية. واستشهد صاحب الافتتاحية بمقتطفات مما كتبه الشيخ البشير الإبراهيمي عن قدسية اللغة العربية وعلاقتها التفاعلية مع الدين الإسلامي هذه القناعة التي حولها الشيخ الإبراهيمي -- كما أشار الكاتب -- إلى فعل في منهجه التعليمي وفي خطبه ومحاضراته أينما حل عبر القطر الجزائري. وتخلص الافتتاحية إلى القول ان المجلس الأعلى للغة العربية والحركة الإصلاحية في الجزائر وإن اختلفت منطلقاتهما وظروفهما التاريخية والثقافية ومراميهما البعيدة "يتقاطعان في مجال اللغة العربية (...) ويهدفان إلى غاية واحدة هي التمكين للغة العربية بما يخدم الدين فيبعث الأمة بعثا جديدا وبما ينظمنا في سلك حضارتنا المعاصرة مع المحافظة على هويتنا". ويتضمن هذا العدد احد عشر دراسة ومقالا تتناول نواحي متعددة ذات صلة بأعلام الأدب واللغة والفكر العربي. ومما احتوته المجلة التي تشرف عليها هيئة تحرير تضم نخبة من المثقفين الجزائريين مقالا حول تطوير اللغة العربية ودراسة تقدم صاحب كتاب "نفح الطيب" احمد بن محمد المقري وهو موسوعة ثقافية يؤرخ فيها لأبرز أعلام الأندلس والمنطقة المغاربية من أدباء وشعراء وكبار الكتاب. كما تضمنت المجلة دراسة حول الأضداد الفصيحة في العامية الجزائرية للدكتور عبد الجليل مرتاض من جامعة تلمسان وكذا دراسة تقديمية للدكتور علي القاسمي من العراق حول أعمال الكاتب واللغوي والمحقق في كتب التراث العربي العراقي الأب انستاس ماري الكرملي تحت عنوان راهب في محراب اللغة العربية. وفي المجلة دراسات ومقالات أخرى منها: التعليمية اللغوية في المثلثات العربية بين الاستقراء والتحليل والمصلح البلاغي في كتاب مفاتيح العلوم للخوارزمي ونماذج لابن الخطيب والمقري في أدب الرسائل ولغة الطفل العربي والواقع المعاصر وتجربة المجلس الأعلى للغة العربية في وضع أدلة مصطلحات بالعربية.