تبقى الفنانة نرجس مرتبطة بالحضور القوي وبالطلة المتميزة والإنتاج طويل العمر حتى وإن لم تظهر، فهي تؤمن بأن عمل الفنان يسبق صورته...التقيتها ''المساء'' مؤخرا وفتحت معها حوارا كان أغلبه عن انتاجها وعن تقييمها للمشهد الغنائي عندنا... ''المساء'' : لنبدأ بجديدك، هل هناك مشاريع في الأفق القريب؟ نرجس : يعتبر التراث بالنسبة لي كفنانة جزائرية أولوية، بل هو من أولويات أولوياتي، لذلك قررت أن أساهم في الحفاظ على تراثنا الموسيقي العريق، لذا أقوم حاليا بتسجيل بعض قصائد الحوزي والشعبي، علما أن جلسات قراءة وفرز قمت بها مع الفنان الكبير بوجمعة العنقيس وابنه حكيم، حيث نعيد قراءة أحد الدواوين الشعرية المكتوبة باليد ونصححها كتابة ولفظا، نفس العملية قمت بها مع مراد الباز وإسماعيل هنى والحاج بوعلام. هكذا أقوم بالحفظ والتمرين على نطق الكلام وفهم المعني. - اجتهادك هذا لم يعد الكثير من الفنانين ملتزمين به، أليس كذلك؟ -- للأسف، ضجت الساحة عندنا بالأصوات الغنائية، وكل مغن يؤدي كل شيء وأي نوع، المهم عنده الكسب المضمون والسريع وكفى، وطبعا فإن هذه الموجة الكاسحة لا يمكن توقيفها في ظل انتشار استوديوهات التسجيل الخاصة والتي غالبا ما يكون أصحابها خارجين عن المجال الفني ويقبلون بأي فنان يأتي ليسجل يستطيعون جني أرباح من ورائه وهكذا، بينما في الماضي القريب كنا نلتزم بقرارات اللجنة الفنية، خاصة على مستوى الإذاعة والتلفزيون والمشكلة من أهل الفن الحقيقيين الذين يراعون اللحن والكلمة. - من من الأصوات النسائية ترينها قادرة على حمل الطابع الحوزي مثلا؟ -- أحب كثيرا نعيمة الجزائرية ونادية بن يوسف، اضافة الى فنانة شابة، أرى فيها مستقبلا واعدا هي ليلى بن مراح من مدينة مستغانم، وكلهن يساهمن في الرفع من هذا الفن الراقي والضارب في عمق شخصيتا الفنية الجزائرية. - تحرصين دوما على الظهور باللباس التقليدي، فما السر؟ -- السر هو أنني أحترم الفن الذي أقدمه والذي هو تراث ثمين تركه أجدادنا أمانة في أعناقنا، علينا أن نؤديه على أحسن وجه لنبرز شخصيتنا الجزائرية، واللباس هو جزء من هذا التراث، ولا أراني أغني قصيدا بلباس عصري، مستحيل، فأنا ارتدي اللباس التقليدي حتى في اللقاءات الخاصة، بعيدا عن الاضواء. - على ذكر الأضواء لماذا أنت قليلة الظهور؟ -- لا أحب الظهور من أجل الظهور والتكرار وملء الفراغ، ولا يعني الظهور فقط الغناء عبر التلفزيون، فأنا حاضرة في الحفلات والمناسبات الخاصة، المهم أن احضر بما يميزني. - هل تكتفي نرجس بأداء القصيد، أم أن لك انتاجا خاصا بك؟ -- لا، طبعا لي انتاجي الخاص المتمثل في الطقطوقات أو الاغاني الدزيرية الخفيفة، كما ستأتعامل قريبا في هذا النوع مع الكثير من ملحنينا، منهم الفنان ياسين بوزامة. - تبقى السيدة نرجس مرتبطة برائعة ''غدّات دموعي''، فهل تنوين اعادة تسجيلها؟ -- هذه الرائعة سجلت حضوري رغم ابتعادي الطويل عن الساحة ولا يزال جمهوري يلح علي كي أعيد تسجيلها.. علما أن التسجيل الوحيد لها كان بالتلفزة الجزائرية، وبالفعل سأقوم بتسجيلها قريبا على شكل ''سي دي'' كي تتوفر لجمهوري في الساحة حتى لا أقول السوق، علما أنني لا أحب استعمال هذه الكلمة في الفن الجزائري. - ماذا عن الفنانة نرجس المرأة والأم؟ -- الحمد لله، فقد اخترت عائلتي واجتهدت في تربية أبنائي وخدمة زوجي، واجتهدت أيضا في عملي الإداري وانهمكت في كليهما وابتعدت، ورغم ذلك لم ينسني جمهوري العزيز فشكرا له. - ما هي كلمتك الأخيرة؟ -- أتمنى أن ينتهي مصطلح الربح السريع من قاموسنا الفني إلى الأبد، خاصة وأن الساحة الفنية عندنا الآن لا تحوي الى القليل من الفنانين الأكفاء يعدون على أصابع اليد، أتمنى عودة الحصص والبرامج الفنية القوية ''كيف زمان'' كي تدعم الفن والفنان وتربطه بأصالته وبجمهوره الجزائري المحترم، الذي لا يرضى بالفن الهابط والساقط.