يدشن غدا بالمركز الثقافي الإيطالي بالجزائر معرض فوتوغرافي للفنان فيتوغوقو كونتينو...المعرض يتضمن 50 صورة بالأبيض والأسود تعود إلى أرشيفات »ألجيريا«، والتي انجزها المحقق المراسل فيتوغوقو كونتينو ابتداء من سنة 1959 أي أثناء عبوره بطريقة سرية الحدود التونسية - الجزائرية ليلتحق بجبهة القتال أثناء حرب التحرير، ويكون شاهدا على تاريخها من خلال مجموعة التحقيقات والصور التي أنجزها. يقول فيتوغوقو في إحدى تصريحاته » كنت على يقين بأني سأكون شاهدا على احتضار الكولونيالية«. سجل فيتوغوقو يومياته بأعالي منطقة مجردح، والتقطت عدسة آلة التصوير التي استعملها الى غاية 1959 بالجزائر، المجاهدين، وسجل أيضا يومياتهم ب''الكازمات'' وحياتهم البسيطة وعلاقاتهم الإنسانية حتى مع النقيب بن سالم. صور أخرى ترصد بسمة طفل جزائري من قلب الثورة لم يبخل بابتسامته لعدسة كونتينو رغم آلامه، ونظرة أخرى لطفل يحاول تخطي تقاطع أسلاك شائكة تعكس مدى معاناة هذا الشعب في حياة يصنعها الحديد والنار. وأبدع المصور الإيطالي في التقاط صورة اخرى خاصة باللاجئين، حيث أعطى كل التفاصيل لوجوههم البائسة التي تفقد بعض ملامحها بين الشجر والغابات وهي تبحث عن الفرار والأمن. بهذه المعاناة تبلورت رؤية هذا المثقف للثورة وللشعب الجزائري، الذي استطاع أن يهزم تطرف الكولونيالية، ليحمل هذه القناعة معه الى روما في سنة 1959 وينهمك في عمله برؤيته الجديدة التي تعلمها على أرض الجزائر بكل موضوعية وتوازن. كما حرص اثناء عودته الى روما على لقاء المخرج الكبير جيلو بونتكورفو وكلمه عن نضال شعب الجزائر البطل، ليتأثر هذا المخرج بدوره ويخرج فيما بعد رائعة »معركة الجزائر« في .1966 لذلك حرص المعهد الثقافي الإيطالي على برمجة هذا الفيلم يوم الإثنين المقبل. هكذا هو احتفال الإيطاليين بعيد استقلال الجزائر من خلال إبراز دور الطبقة المثقفة الإيطالية بالتعريف بالثورة الجزائرية والوقوف معها ضد الاستعمار والكولونيالية. علما أن إيطاليا رفضت من خلال مفكريها ومثقفيها كل الفكر الفاشي، مما انعكس خاصة على السينما فيها، وهي النظرة الإيطالية السينمائية نفسها التي تأثرت بها السينما الجزائرية، (خاصة سينما الواقع).