استطاع الفنان مروان أونار الذي احترف عالم الصورة أن ينقل في محطات فوتوغرافية مأساة أطفال الجزائر الذين لم يسعفهم الحظ في أن يذهبوا للمدارس وأن يحظوا بنفس فرص الحياة التي نالها نظرائهم. في معرض بالديوان الوطني للثقافة بشير منتوري جلبت صور مروان آلاف الأنظار التي لم تملك أمام سحر الصورة وإعجازها الذي تجاوز كل التعاليق، إلا الوقوف وقفة تأمل وإجلال. خلال اللقاء الذي جمعنا في بحر الأسبوع الفارط بالشاب مروان أونار الذي لم يتجاوز سنه 29 سنة، كانت الدهشة وليس إلا أمام الانجاز الذي حققه هذا الفنان وبكل تواضع رحب بنا وزرنا معرضه الفوتوغرافي الذي اختار له أن يكون من عمق هذا الوطن واستوحى من روح الجزائر موهبته، لينقل مأساة أطفال لا يزالون يفترشون الأرض ويتغطون بالسماء يحلمون بيوم يترددون فيه على المدرسة أو يحظون بلعب كغيرهم من الأطفال. مروان الذي بدا تلقائيا، اعتبر معرضه هذا وفاء بالعهد لما كان قد قدمه من التزام أمام هؤلاء الأطفال الذين رسموا عالم البراءة بكل ملامحه وأبعاده، عند زيارته لهذه المناطق من أقصى جنوبالجزائر ومن الوسط وحتى ببعض المناطق الداخلية، وعد هذا الشاب كل الأطفال الذين قام بتصويرهم بأن ينقل معاناتهم وحياتهم وظروف معيشتهم بصوت عال لبا ينطق كباقي الأصوات وإنما في صورة فوتوغرافية تحمل وبكل بساطة رسالة إلى كل مسؤول وكل طرف معني من أجل أن يلتف لهؤلاء الأطفال الذين يعدون ذخرا للجزائر ومستقبل لها. وكان أول عرض للشاب مروان الذي احترف التصوير لأكثر من عشر سنوات في قصر الثقافة مفدي زكريا يوم 10 أفريل 2008، حينها ظن الجميع أن الصور المعروضة تعود إلى الحقبة الاستعمارية بالنظر إلى أنه اختار صور جد معبرة ومأساوية في الوقت ذاته، ناهيك هن طريق العرض التي ميزت هذه الصور والمتمثلة في اختيار الأسود والأبيض للدلالة أكثر عن الواقع المعاش الذي أراد الفنان أن يصوره وينقله إلى الجماهير. ويبقى أن ثاني عرض لا يزال متواصلا الوطني للثقافة بشير منتوري بالجزائر العاصمة. وفي ختام هذا اللقاء جدد مروان دعوته لكل معني بهذه الطفولة على حد تعبيره للنهوض بها وبعثها لأنها كمال قال جيل المستقبل، كما اعتبر أن الفن الفوتوغرافي هو فن جدير بالاهتمام يجب أن يعمل الجميع على تطويره لما للصورة من أثر في جلب اهتمام الآخرين والتأثير في مشاعرهم وأحاسيسهم.