ظلت تستلهم أفكارها باحثة في تراث المنطقة وما يخفيه قوس طارجان من أسرار مدينة ترقد تحت التراب، وتستيقظ سنويا على نغمات تدغدغ الشعور وترسل شعاعا من ركح يتسع لكل الثقافات يعكس بنوره فصلا آخر لمشهد تراثي ينم عن تدفق فني يحمل في مدلولاته رسالة الفن ويجمع اصواتا تتقاطع عند غايات المهرجان، عوامل مشتركة تبعث الروح في الفنانة الأوراسية حورية عايشي التي التقيناها بفندق شيليا بباتنة، ونقلنا لكم هذا الحوار... ''المساء'': مجددا لبيت دعوة حضور هذه الطبعة، ما شعورك؟ عايشي : سعيدة بالطبع لقد استقبلت دعوة المشاركة بفرح وسرور، واعتبرت ذلك تكليفا بمهمة لتمرير رسالة الفن من هذا المنبر الذي يتسع لكل الثقافات، ويسكنني شعور وإيمان راسخ في خدمة تراث المنطقة. - هل تريدين بذلك الانفراد بخصوصيات؟ * لكل فنان وفنانة خصوصياته، أنأ لست متميزة لكن التراث يشغلني، أعمالي الفنية المتنوعة تنم عن حس بشعور ورغبة في مسايرة الحدث الفني ومواصلة المشوار. - هذا يجرنا للحديث عن واقع الأغنية الشاوية أمام الشهرة التي اكتسبتها الأغنية القبائلية التي قطعت أشواطا... أين يكمن الخلل؟ * لماذا هذا الحكم؟ الكثير يشهد لتطور الأغنية الشاوية مقارنة بوقت سابق، بدليل أن الأوروبيين شغوفون بهذا اللون ويطالبون بدروس بالشاوية لمواكبة هذا النوع. - هل تعتقدين أن رائعة ''رعيان الخيل'' قدمت الرسالة بالمهجر؟ * بالطبع، لقد استغرقت 04 سنوات لإتمام هذا العمل وكان محل اهتمام فني أجنبي، وهذا خير خير دليل، لقد عملت خلال تواجدي بالمهجر على تمرير الرسالة لأنني لا أملك رسالة أخرى للتشهير بتراث بلادي، ''رعيان الخيل'' فيه من العمل ما يروج لتراثنا الأصيل. - توصفين بالفنانة الباحثة الجادة في التراث الشاوي، هل اهتديت إلى فكرة إعداد مدرسة فنية للحفاظ على التراث؟ * كل تعاون فني في الموضوع مطلوب ويدعم رسالة الفنان من هذا المنطلق، وأنا منشغلة بالبحث في تراثنا الغني في تحقيق غاياتي، لكن المدرسة الفنية هي قضية الجميع ومدى الاستعداد لها في وجود طاقات هائلة بالمنطقة، مولعة بالفن الذي يحتاج إلى رعاية لتطوير الأغنية الشاوية. - هل من مشاريع فنية في الأفق؟ * لقد قدمت عينة من الجديد الذي تتحدثون عنه، لأن الواجب يملي علي ذلك وفاء لجمهوري، لكن أنا جد متباطئة في إنجاز المشاريع الفنية، لقد استغرقت مدة تزيد عن أربع سنوات لإنجاز ''رعيان الخيل''، النبش في التراث يحتاج إلى وقت، وغاياتي جدية بعيد عن التطفل على الفن... - كلمة أخيرة لجمهور تيمقاد... * أشكر قراء جريدة المساء التي أتاحت لي هذا الحيز، وأشكر جمهوري العزيز الذواق للفن الذي يتفاعل مع أدائي، وكل الساهرين على إنجاح فعاليات الطبعة.