قال السفير الصحراوي بالجزائر السيد إبراهيم غالي أن الشعب الصحراوي لن يتنازل عن حقه في تقرير المصير مهما تمادى الاستعمار المغربي في تعنته وتملصه من الشرعية الدولية، وأكد أن بناء المغرب العربي لن يتحقق إلا إذا تم تمكين الشعب الصحراوي من حقه في الاستقلال· في أول ظهور رسمي له منذ تنصيبه سفيرا جديدا للجمهورية العربية الصحراوية بالجزائر بعد المؤتمر ال12 لجبهة البوليزاريو المنعقد شهر ديسمبر الماضي جدد السيد غالي تشبث الشعب الصحراوي بحقه في الاستقلال والمساهمة في بناء منظومة مغاربية مستقرة تربط دولها علاقات الترابط· وشدد غالي في تدخل له أمس في فوروم بلدية سيدي أمحمد المخصص لتنظيم وقفة تضامنية مع الشعب الصحراوي تحت شعار "من أجل سيادة كاملة للشعب الصحراوي" على انه مهما واصل الاحتلال المغربي إدارة ظهره للوائح الأممية الصادرة بخصوص النزاع فان ذلك "لن يثني شعب الصحراء الغربية عن مواصلة كفاحه حتى الاستقلال وتأسيس دولته المستقلة فوق كامل تراب الصحراء" · وأوضح السيد غالي أن جبهة البوليزاريو متمسكة بالحلول السلمية للقضية لكنها ستلجأ الى توظيف جميع الأوراق المتاحة لها قصد تحقيق هدفها الأسمى، في إشارة واضحة إلى احتفاظها بخيار الحرب في حال فشل المفاوضات المباشرة التي انطلقت بين الطرفين· وبخصوص هذه الأخيرة، قال السفير الصحراوي أن الطرفين مقبلان على جولة رابعة من المفاوضات مقررة شهر مارس القادم في أجواء يميزها تمادي المغرب في سياسة الهروب إلى الإمام والتملص من تطبيق الشرعية الدولية التي تعد الحل الوحيد للنزاع، واتهم في هذا الإطار المغرب بعرقلة مسيرة تصفية النزاع في وقت يسعى فيه المجتمع الدولي الى ايجاد حلول سلمية في إطار تطبيق الشرعية الدولية· وبالنسبة للسيد غالي فإن المغرب بسياسة القمع والترهيب التي يمارسها ضد المدنيين في الأراضي المحتلة ومواصلته سياسة التقتيل ونهب الثروات "يقوم بعرقلة مجهود ازدهار المنطقة المغاربية" ويضع عقبات أمام مواصلة المفاوضات المباشرة بين الجانبين·وكانت الجولات الثلاث للطرفين التي جرت أشهر جوان، أوت وديسمبر انتهت دون تحقيق نتيجة تذكر، وتقرر عقد جولة أخرى الشهر القادم· وشدد السفير على أن جبهة البوليزاريو ستواصل مقاومتها للاستعمار وان النصر سيكون"حليفنا طال الزمن أم قصر" كما كان الحال بالنسبة للثورة الجزائرية التي حققت انتصارا على أقوى الجيوش الاستعمارية بالأمس "وسنحقق غدا انتصارا على الاستعمار المغربي"· ووجه الدبلوماسي الصحراوي تحية خاصة للجزائر لوقوفها دوما الى جانب الشعب الصحراوي، وقال "نحيي الموقف الجزائري الذي لم يتغير بتغير الأزمة والظروف وتعدد جهات الضغط والمناورة"، واعتبر تنظيم هذه الوقفة التضامنية من طرف بلدية سيدي امحمد بالتنسيق مع اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي تاكيد على البعد الشعبي للقضية· وعرفت هذه الوقفة التضامنية التي احتضنها المركز الثقافي عزالدين مجوبي ببلدية سيدي أمحمد مشاركة رئيس البلدية السيد مختار بوروينة ورئيس اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي السيد محرز العماري وأمين عام اتحاد الشبيبة الإفريقية السيد احمد بلقاسمي إضافة الى مجاهدين وعائلات من الأسرة الثورية· وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، قال السيد بوروينة ان هذه الوقفة تمثل شكلا من أشكال التضامن الشعبي في الجزائر مع القضايا العادلة في العالم وبخاصة القضية الصحراوية· وندد في هذا الإطار بالقمع الوحشي الذي ترتكبه الآلة الاستعمارية المغربية في الأراضي المحتلة، وعبر من جهة أخرى عن استعداد البلدية للاستجابة في حدود إمكانياتها لنداء الاستغاثة الذي أطلقه الهلال الأحمر الصحراوي بخصوص نفاد مخزون الغذاء الموجه للاجئين الصحراويين بتندوف·وبدوره وفي كلمة مقتضبة طالب السيد احمد بلقاسمي أمين عام اتحاد الشبيبة الإفريقية الأممالمتحدة للضغط على المغرب لحمله على الانصياع للشرعية الدولية، مؤكدا وقوف الشبيبة الإفريقية إلى جانب الشعب الصحراوي في نضاله