اتهم السفير الصحراوي بالجزائر السيد إبراهيم غالي المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي في الصحراء السيد بيتر فان فالسوم، بالعمل على تشريع الاحتلال في إقليم الصحراء الغربية، مؤكدا أن تصريحاته بخصوص عدم واقعية "استقلال الصحراء" لا تلزم إلا شخصه ولا تمثل رأي مجلس الأمن الأممي· انتقد السيد ابراهيم غالي في تصريح ل"المساء" أمس، ما صدر عن المبعوث الشخصي للأمين العام الاممي في الصحراء حول القضية الصحراوية واكد ان الدبلوماسي الهولندي بيتر فان فالسوم يسعى الى تشريع الاحتلال المغربي للصحراء من خلال القول ان استقلال الصحراء هدف "غير واقعي"، وقال "أن مثل هذا التصريح هو محاولة لضرب جهود المنظومة الدولية في حل النزاعات في العالم وتشكيك في الدور الذي لعبته المنظمة الدولية منذ تأسيسها في لعب دور فعّال في استقلال أزيد من ثلثي دول العالم التي كانت تحت وطأة الاستعمار"، واضاف ان تصريحه يتناقض تناقضا تاما مع مبادئ وميثاق الاممالمتحدة ومع تجربتها في حل كل النزاعات في العالم· وكان بيتر فان فالسوم اكد في تقريره حول الصحراء الغربية امام اعضاء مجلس الامن اول امس، أن "استقلال الصحراء الغربية هدف غير واقعي ··· وأنه يجب التخلي عنه"·وقال السيد ابراهيم غالي أن كلام السيد فالسوم لا يلزم إلا شخصه ولا يمثل رأي الأممالمتحدة ومجلس الامن ولا الامين العام الاممي السيد بان كي مون·وأشار السفير الى رفض جبهة البوليزاريو لمثل هذه التصريحات واعتبرها محاولة لتمييع القضية الصحراوية وإخراجها من اطار تصفية الاستعمار· وحذر السفير من خطورة مثل هذه التصريحات على مصداقية الاممالمتحدة ومجلس الأمن من منطلق انها تهدف الى اعطاء شرعية للإستعمار وتشكك في الدور الذي لعبه المنتظم الدولي منذ خمسينيات القرن في تحر أزيد من ثلثي دول العالم من الاستعمار· واكد السيد غالي أن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير لا يمكن لمبعوث الامين العام الاممي، أن يلغيه كون المجتمع الدولي يعترف له بهذا الحق وسجل القضية منذ الستينيات في اللجنة الرابعة للأمم المتحدة الخاصة بتصفية الاستعمار·وتابع السفير الصحراوي بالجزائر قائلا: "أن الواقعية التي كان يتعين على الدبلوماسي الهولندي الحديث عنها هي تلك المقترنة بضرورة الدفاع عن الشرعية الدولية وتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير مصيره وفقا للوائح الاممالمتحدة، وليس محاولة تشريع الاستعمار في الصحراء أو أي منطقة اخرى في العالم"· وسألت "المساء" السفير الصحراوي حول مستقبل المفاوضات المباشرة مع المغرب وما إذا كانت جبهة البوليزاريو ستنسحب منها، رد السيد غالي بأن الجبهة تبقى متمسكة بالخيار السلمي ولن تنسحب من هذا المسار، وقال: " نحن سنستمر في المفاوضات على أساس المشروعية الدولية وحق شعبنا في تقرير ممارسة حقه في اختيار مستقبله"، وأكد أن جبهة البوليزاريو لم تتفاوض مع الطرف الآخر على اساس أي قاعدة تتنكر حق الشعب الصحراوي في الاستقلال· وحول إمكانية اعتماد مجلس الأمن للمقترح الذي تقدم به المبعوث الشخصي للأمم المتحدة في الصحراء استبعد السيد غالي "هذا السيناريو"، وقال "إن مجلس الأمن لن يعتمد في توصيته التي تصدر نهاية الشهر الجاري رأي السيد فالسوم، كونه لدينا مخطط تسوية أممي على الطاولة ولدينا مقترح جيمس بيكر"، وتوقع ان يتمسك مجلس الامن بنفس المقترحات السابقة الواردة في التوصيتين 1754 و1783 اللتين دعتا طرفي النزاع جبهة البوليزاريو والمغرب الى التفاوض من اجل ايجاد حل يحترم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفقا للشرعية الدولية· وشدد الدبلوماسي الصحراوي على التأكيد أن الشعب الصحراوي لن يتنازل عن حقه في تقرير المصير مهما كانت المناورات ومهما كانت الجهة التي تروج لها· ومن جهة أخرى رحب السيد غالي بموقف جنوب افريقيا بمجلس الامن واعتبر تدخل رئيس الدورة الحالية لمجلس الأمن ومندوب جنوب افريقيا السيد دوميسانو كومالو لصالح المشروعية الدولية وحق الصحراويين في تقرير المصير موقف "فضح توجه بيتر فان فالسوم لتشريع الاستعمار المغرب في الصحراء"· وكان مندوب جنوب إفريقيا عبر عن دهشته للتصريح الذي أدلى به المبعوث الشخصي للأمين العام الاممي حول عدم واقعية استقلال الصحراء الغربية· وقال كومالو للصحافيين إثر اجتماع مغلق لمجلس الأمن حول قضية الصحراء الغربية "لقد اقترحنا إرسال تقرير ثان غير تقريره الذي عكس الآراء الشخصية للسيد فان فالسوم نفسه إذ يبدو أن هذه الآراء تناقض التقرير السابق للأمين العام الأممي·