طالب الوزير الأول البريطاني ديفيد كامرون أمس إسرائيل برفع الحصار المفروض على قطاع غزة الذي وصفه بالسجن المفتوح. وقال كامرون في تصريح بالعاصمة التركية أنقرة أمس ''لنكن واضحين في هذا الأمر وهو أن الوضعية في قطاع غزة يجب أن تتغير لأنه لا يمكننا السماح بأن تبقى غزة أشبه بسجن مفتوح''. وقال الوزير الأول البريطاني بعد اللقاء الذي جمعه بنظيره التركي طيب رجب أردوغان أمس أنه ''حتى وإن سلمنا بتحسن الوضع في القطاع إلا أن سكانه مازالوا أمام وضعية يصعب عليهم الخروج أو الدخول إليه'' في إشارة إلى التضييقات التي تفرضها حكومة الاحتلال على المعابر الستة التي تربط القطاع بالأراضي الفلسطينية الأخرى وفي وقت لم تحسم فيه السلطات المصرية أمر معبر رفح الوحيد الذي لا يمر عبر السيطرة الإسرائيلية. وقال أنه منذ مدة وهو يطالب برفع الحصار المفروض على غزة. ولكن الوزير الأول البريطاني حتى وإن بدا صادقا في موقفه إلا أنه لم يتمكن من التخلص من عقدة ضمان أمن إسرائيل وقال أن أمن إسرائيل مهدد أيضا بسبب القذائف التي تطلقها المقاومة الفلسطينية. وقال إننا نتقاسم الرأي بأن المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين تبقى الرد الأمثل على هذه الوضعية. ولكن المسؤول البريطاني قفز على الحقيقة المرة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة وان القذائف التي يتحدث عنها ما هي إلا ذريعة تفتعلها إسرائيل لإحكام حصارها وتمكنت من إقناع الدول الغربية بها من أجل فرض منطقها على الفلسطينيين والضغط على السلطة الفلسطينية سواء تعلق الأمر بالاستيطان أو المفاوضات أو حتى رفع الحصار على قطاع غزة. وبخصوص مفاوضات السلام التقى أمس العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بالعاصمة عمان بالوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حيث تباحث معه حول عملية السلام المتعثرة. وقال القصر الملكي الأردني في بيان له أن الملك عبد الله الثاني ونتانياهو تباحثا طيلة ساعتين بطريقة صريحة وشفافة الإجراءات التي يتعين اتخاذها من أجل تحقيق تقدم في مسار السلام الفلسطيني الإسرائيلي. يذكر أن اللقاء جاء يوما بعد لقاء مماثل جمع الرئيس عباس بالعاهل الأردني العاصمة عمان. وتعرف عواصم منطقة الشرق الأوسط منذ أيام تحركات دبلوماسية مكثفة في محاولة لتحريك عملية السلام التي بقيت حبيسة العراقيل الإسرائيلية وتريد إسرائيل والولاياتالمتحدة الدفع بها إلى مفاوضات مباشرة رغم عدم تحقيق أي تقدم على مسار المفاوضات غير المباشرة التي انطلقت قبل عدة أشهر. وفي هذا السياق ينتظر أن يجتمع أعضاء لجنة مبادرة السلام العربية في اجتماع غير عادي بمقر الجامعة العربية لتقييم المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وآفاقها الممكنة. وقال أحمد بن حلى نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أن الاجتماع سيكون فرصة لأعضاء اللجنة الوزارية للاستماع إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس'' وتقييمه للمفاوضات غير المباشرة وإلى أين وصلت وما هي الآفاق الممكنة التي تبرر الدخول فى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل. وأضاف أن أعضاء اللجنة سيدرسون الموقف وتطوراته وماذا يمكن القيام به واتخاذه لمساعدة المفاوض الفلسطيني والقضية الفلسطينية مشيرا إلى إسهامات اللجنة في كيفية بلورة الاقتراحات العملية لمستقبل المفاوضات. ويأتي هذا التحرك العربي في وقت أكد فيه وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك خلال الزيارة التي يقوم بها إلى الولاياتالمتحدة بوجود ''خطة سلام تشمل ترسيم حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية وتوفر حلا لقضيتي اللاجئين والقدس وتضمن الحفاظ على الأغلبية اليهودية داخل إسرائيل''. ولكن ياسر عبد ربه شكك في حسن النوايا الإسرائيلية وقال أن المبادرة مجرد خدعة إسرائيلية وتقاسم أدوار بين المسؤولين الإسرائيليين الذين لا يريدون أية عملية سلام.