سيتم التركيز في الطبعة الرابعة والأربعين للمهرجان الوطني لمسرح الهواة لمستغانم السنة المقبلة على تقديم عروض مسرحية مدرجة خارج المسابقة بمسارح الولايات المجاورة حسب محافظ التظاهرة، وأوضح السيد جمال بن صابر ل''وأج'' على هامش الحفل الاختتامي للدورة أنّ التجربة المعتمدة هذه السنة المتمثّلة في تقديم عروض بالمسرح الجهوي لوهران كانت ''ناجحة'' و''ايجابية'' مما سيسمح بتكرارها وتوسعيها إلى فضاءات مسرحية أخرى بولايات وهران ومعسكر وغليزان. وتندرج هذه المبادرة -يقول محافظ التظاهرة- في إطار أرضية العمل التي رسمتها محافظة المهرجان للفترة الممتدة من 2004 إلى 2014 والمتضمّنة عدّة أهداف منها نقل العروض المسرحية المبرمجة خارج المسابقة إلى جمهور ولايات أخرى من أجل التعريف بأعمال المبدعين الهواة وتنشيط الحركة المسرحية، كما ينتظر بفضل هذه الأرضية إصدار أوّل كتاب عن تاريخ المهرجان الوطني لمسرح الهواة لمستغانم الذي تأسّس في سنة 1967 وتم ترسيمه عام .2003 من جانب آخر، دعت لجنة تحكيم المهرجان الوطني لمسرح الهواة في طبعته الثالثة والأربعون التي اختتمت فعالياته مؤخّرا بمستغانم إلى تنظيم دورات تدريبية وورشات تكوينية في التقنيات الفنية لاسيما اختصاصي الإضاءة والصوت، وأمام الضعف المسجل في هذين المجالين اقترحت اللجنة المتشكّلة من مسرحيين وباحثين في الفن الرابع من الجزائر والكويت والمغرب التفكير بجدية في تكوين المبدعين الهواة. كما دعت هذه اللجنة التي عملت على انتقاء الأعمال الفنية المدرجة ضمن مسابقة المهرجان إلى تشجيع الشباب المبدع على الانخراط في التأليف المسرحي باعتباره الأجدر والأكثر تلمسا لقضاياه وهمومه مع الاهتمام أكثر بالعنصر النسوي في العروض المسرحية المستقبلية. وتمّ التأكيد بالمناسبة على أنّ حركة مسرح الهواة لا تزال تحافظ على طابعها المتميّز في طرح القضايا والمواضيع التي تهمّ المجتمع كما لاحظ أعضاء اللجنة أثناء متابعة الإنتاجات الفنية وجود طاقات شابة موهوبة من ممثلين ومخرجين ومؤلفين. وفي نفس السياق، أكّد عضو لجنة التحكيم الأستاذ جمال خالد الشايجي من المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت أنّ الأعمال المقدمة خلال هذه الطبعة كانت ''رائعة وتعتبر داعمة للمسرح المحترف حيث استطاعت أن تطرح قضايا بشكل عميق''، ومن جهة اعتبر كلّ من الفنانين زلال عبد الكريم وعبد القادر بلكروي (الجزائر) وهما عضوان في اللجنة أنّ ''مسرح الهواة يعرف استفاقة ونقلة في الخطاب'' من خلال الأعمال المقدمة في هذه الدورة التي سمحت باكتشاف طاقات شبانية قادرة على الإبداع وتطوير هذا النوع من المسرح. وللتذكير عرفت الطبعة الثالثة والأربعين للمهرجان الوطني لمسرح الهواة لمستغانم مشاركة فرق من مناطق مختلفة من الوطن وأخرى أجنبية قدمت من فلسطين، الصين، كرواتيا، تونس، إسبانيا، ليتوانيا والكونغو، كما تميّزت الطبعة بعرض حوالي 40 مسرحية وفتح ورشات تكوينية حول تاريخ المسرح وتطوّره لفائدة نحو 40 شابا وهذا تحت إشراف مجموعة من المختصين.