لا تزال الألوان الوطنية تصنع فرحة ومفخرة الجزائريين حيث ما وجدوا بما فيهم أبناء الجالية الجزائرية المقيمة في مختلف دول العالم، حيث أصبحت قلوب هؤلاء تتعلق أكثر فأكثر بالوطن الأم. وقد وجد أبناء الجزائر الذين لا تعترف مشاعرهم والحنين إلى جذورهم بالحدود ولا بآلاف الكيلومترات التي تفصلهم عن الوطن الحنون، في الألوان الوطنية المنفذ الوحيد والأنجع لتأكيد انتمائهم وحبهم للوطن ليحتل القميص الحامل لشعار ''وان. تو. تري فيفا لالجيري'' مكانة مقدسة بين أغراضهم الشخصية. ولم تتردّد الكثير من المحلات التجارية بالمهجر وهي تباشر البيع بالتخفيض لصيف 2010 في وضع كل ما يحمل ألوان العلم الجزائري وبشكل متنوع ضمن أهم ما تعرضه لزبائنها. رغم انتهاء العرس الكروي العالمي وقبل ذلك خروج الفريق الوطني من المنافسات في الدور الأول، إلاّ أن آثار هذه المناسبة وما خلفته من تلاحم ومساندة ل''الخضر'' وكل ما له صلة بالألوان الوطنية لا تزال تصنع أفراح وآمال الجزائريين بما فيهم أبناء الجالية الجزائرية في الخارج. وتتجلى هذه الحقيقة من خلال تفضيل المهاجرين الذين يتوافدون يوميا على الجزائر، الوطن الأم، لقضاء العطلة الصيفية وكذلك شهر رمضان للبعض منهم، ارتداء ملابس زاهية بالألوان الوطنية لنجد اللون الأخضر والأحمر والأبيض حاضرا في كل فوج من أبناء الجالية الجزائرية ينزل على أرضية مطار هواري بومدين الدولي أو بميناء الجزائر. وقد تعدّدت طرق حمل الألوان الوطنية بتعدّد المنتوجات المعروضة حاليا للبيع، والتي لقيت رواجا كبيرا من قبل الجزائريين سواء بداخل الوطن أو بخارجه، حيث ارتدى الشباب والشابات وحتى الأطفال القمصان الخاصة بفريقنا الوطني، والتي تنوعت تصاميمها بتنوع أذواق صانعيها وعلى الخصوص زبائنها، في حين لا يقل إهتمام هؤلاء المغتربين ببعض كالإكسسوارات والقبعات الواقية من أشعة الشمس والأوشحة، فضلاً عن الشارات التي تحمل ألوان الفريق الوطني، والتي تحمل على مستوى المعصم. وقد تعدى سوق هذه المنتوجات الرياضية حدود الوطن، فأغرقت أسواق فرنسا وحتى دول المغرب العربي لما لها من رواج لدى أبناء الجالية والجزائريين على حد سواء مما جعل العديد من المحلات بالعديد من المدن الفرنسية تتزيّن بألوان العلم الجزائري. وأمام هذا الإهتمام الكبير لدى الجزائريين المقيمين بالمهجر وتشبثهم بألوان وطنهم، ارتأت العديد من المحلات والمساحات التجارية أن تشارك في عملية البيع بالتخفيض الخاصة بصيف ,2010 والتي انطلقت مؤخرا، بالمنتوجات الرياضية الخاصة بفريقنا الوطني والأعلام الوطنية، إلى جانب منتوجات تحمل الألوان الوطنية لدول المغرب العربي وعلى الخصوص التونسية والمغربية. ومن بين المحلات التي أصبحت تستقطب عددا متزايدا من المهاجرين نجد محل ''بوتيك مغرب'' المتواجد بفرنسا، والذي أطلق مؤخرا عملية بيع بتخفيض الأسعار مخصصة أروقت بأكملها لمنتوجات رياضية ترمز للفريق الوطني والفرق الوطنية لكل من المغرب وتونس رغم عدم مشاركة هذين البلدين في نهائيات كأس العالم الأخيرة. وقد خفضت بالمناسبة الأسعار بنسبة تتراوح ما بين 20 إلى 40 بالمائة ويمكن للزبون الحضور إلى المحل أو الشراء عن طريق الأنترنيت نظرا للطلب الكبير المسجل على الألبسة الرياضية الحاملة لألوان الفريق الوطني وبعض الإكسسوارات التابعة لها، إلاّ أنه يبقى قميص ''3 2 1 فيفا لالجيري'' الأكثر رواجا في صفوف الجالية الجزائرية خاصة والمغاربية عامة. والأكثر من ذلك، فإن هذا القميص أصبح أفضل هدية تقدم ما بين أفراد الجالية في المناسبات كأعياد الميلاد وغيرها، كما يحرص الجزائريون على تقديمه في الكثير من الحالات كهدية لزملائهم من أفراد الجالية العربية وحتى الأجنبية المتواجدين بالمهجر، وهي المبادرات التي انتشرت مع حلول فصل الصيف، حيث يسافر المهاجرون نحو بلدانهم وهم معبأين بالهدايا لأسرهم وأقاربهم.