الهدوء... والسكينة... والراحة... عناصر عادة ما تكون جد مطلوبة في فصل الصيف الذي يعني العطلة هروبا من الضجيج وفوضى المدينة، ولا تتحقق هذه العوامل إلاّ في أحضان الطبيعة بين أشجارها الظليلة، وعند الحديث عن الغابة تأتي حديقة الحامة كأحد أجمل الحدائق التي يحلم أي كان بزيارتها بغية التمتع بجمال هذا المتحف الطبيعي الخلاب الذي أقل ما يقال عنه أن ''للّه في خلقه شؤون''. تعدّ الحدائق من أحد أهم الأماكن التي تفر إليها العائلات بالعطل الصيفية كما ينصح بها الأطباء المصابين باضطرابات نفسية طلبا للاسترخاء والسكينة وبحثا عن العلاج الطبيعي في عمق الطبيعة، وتعدّ كذلك فضاء تعتمد عليه بعض الجمعيات من أجل ممارسة نشاطاتها بالصيف للخروج من الروتين اليومي الذي يحتم عليهم البقاء بين جدران الجمعية، إذ أن بعض الجمعيات تعكف على تكيف نشاطها بالصيف وفق ما تتطلبه العطلة حتى لا يشعر أعضاء الجمعية أو المنخرطين بها بالروتين والملل وحتى تكون في ذات الوقت نشاطات هذه الجمعيات ناجحة وفعّالة. ولعلّ من بين الجمعيات التي اختارت الطبيعة وبالتحديد حديقة الحامة للقيام بدوراتها التكوينية جمعية الإصلاح والإرشاد التي التقت بها ''المساء'' بحديقة الحامة حيث دردشت مع السيد زين الدين سماتي ممثل منظمة شباب شمس، والتي تعمل بالتنسيق مع الجمعية حيث حدثنا عن سر اختيار حديقة الحامة لممارسة الدورة التكوينية لأعضاء الجمعية قائلا: ''نحن كمنظمة تعمل بالتنسيق مع جمعية الإصلاح والإرشاد لدينا دورات تكوينية نقوم بها على مدار السنة وقد اخترنا بحكم العطلة الصيفية لهذه السنة أن نقوم بدورات تكوينية لأعضاء المنظمة بالهواء الطلق لأنه ليس هنالك أحسن من حديقة الحامة التي تمثل الطبيعة الخلابة وحتى نخرج من النمطية اليومية لعمل الجمعيات بالمكاتب، وعلى العموم يتمثل مضمون الدورات التكوينية في تلقين الأعضاء بعض فنون إدارة اللقاء وذلك حتى يحسن الأعضاء التحكم في فن التعامل مع الشباب والناس عامة بحكم أن نشاطنا على مدار السنة لديه اتصال وثيق بالشباب. ومن جهة أخرى، يشير ذات المتحدث إلى أن الدورات التكوينية بالهواء الطلق لديها فائدة كبيرة لأنها تسهل الاتصال بالناس ''فقد قمنا في الأيام الماضية بدورات تكوينية في كيفية تقديم الإسعافات الأولية وكانت الفائدة عامة للأشخاص الذين التفوا من حولنا وتعلموا بعض تقنيات الإسعاف من خلال عملنا الميداني، كما قمنا كذلك بإقامة نادي الصحة النفسية للشباب الجزائري بالهواء الطلق وذلك لتسهيل التواصل مع الشباب''.