لاشك أن المار بوادي الحراش سيلاحظ عددا من المنازل المترامية على أطرافه، منها بيوت تعود الى العهد الاستعماري واخرى عبارة عن بناءات فوضوية حديثة النشأة بالمنطقة،''المساء'' اقتربت من سكان هذه المنازل لتنقل صورة عن معاناة هؤلاء في فصل الصيف بالخصوص... اهم ما اشتكى منه السكان، انتشار بعض الامراض الناتجة عن الروائح الكريهة المنبعثة من الوادي، لا سيما في الصيف، واهمها الحساسية ومرض الربو، التي تمس خصوصا المسنين والأطفال. كما أن انتشار البعوض وحشرات اخرى، اضافة الى الكلاب الضالة والجرذان التي تتسلل إلى المنازل في كل وقت، تشكل خطرا حقيقيا على هؤلاء السكان. وأثناء تجوالنا داخل المنازل، لاحظنا أن جل العائلات تمتلك كيلوغرامات من سم الجرذان... كما تشكو اغلب العائلات من عصابات الأشرار التي تهدد امنها والتي تتخذ من ضفاف الوادي مكانا للقمار وشرب الخمر. يذكر أنه تم الشروع منذ سنوات في مشروع تنقية مياه وادي الحراش، الذي أوكل إلى مديرية الري لولاية الجزائر... ويأمل سكان العاصمة عموما وسكان الحراش بالخصوص، أن يستكمل المشروع في اقرب الآجال حتى يستعيد الوادي وجهه المشرق... حيث كان نهرا مليئا بالأسماك منذ خمسين عاما. وحسب السيد عز الدين ميهوب، الأمين العام لبلدية الحراش، فإن عملية ترحيل السكان تتم تدريجيا حسب المنطقة التي تصل إليها الأشغال بالوادي، إلا أن المشكل يكمن في تحايل بعض المواطنين من أصحاب البناءات الفوضوية، فمنهم من يستفيد من السكن الاجتماعي إلا أنهم يفضلون المتاجرة به أو يجلبون أحد أفراد عائلتهم من اجل المكوث فيه، وهو حال بعض العائلات بحي كوريفة... و المؤسف كذلك أن هنالك بعض العائلات التي تقطن بالمنطقة منذ أزيد من خمسين سنة، إلا أنها لم تستفد من السكن الاجتماعي لأسباب مجهولة. والأمر الذي يقلق سكان هذه المنازل أكثر، هو الأفاعي السامة التي تخرج من الوادي بشكل مستمر والتي تهدد حياة السكان، خاصة الأطفال الصغار... وقد صادفت زيارتنا لأحدى العائلات عثورها على عش لأفعى داخل المنزل. كما ان أنابيب الغاز التي تمر قرب المكان الذي تسكنه هذه العائلات يجعلها تخشى من أي تسرب للغاز أو انفجار، لا سيما مع أعمال الحفر الجارية.