يختار بعض الأطفال اقتحام عالم الشغل خلال العطلة الصيفية، لتوفير بعض النقود التي تساعدهم على اقتناء مستلزمات المدرسة، في خطوة اعتبرها أولئك الأطفال ممن تحدثت إليهم ''المساء''، وسيلة لتمضية وقت الفراغ خلال الإجازة بما ينفع عوض التسلية واللعب. ومن بين مختلف الأعمال التي يقوم بها أولئك الأطفال خلال العطلة الصيفية، بيع قارورات المياه المعدنية مثلما يفعله الطفل عمر في 13 سنة من عمره، الذي يشير الى ان دخوله مبكرا عالم الشغل كان اختياريا ولم يجبره احد على ذلك، فهو يفضل أن لا يكون اتكاليا لذلك اختار العمل صيفا في بيع قارورات المياه المعدنية في محطات الحافلات و''التاكسيات '' ببجاية التي تشهد حركة سفر كثيفة، ويدخر من مصروفه ليتمكن من التحضير لموسم دراسي جديد من نقوده الخاصة. أما صالح 14 سنة الذي التقته ''المساء'' بشاطئ ''المغارة'' في بجاية، فقال انه يجد متعة كبيرة في خدمة الغير، خاصة إذا كان هذا العمل يعود عليه بربح مادي يمكنه من خدمة نفسه.. يقول : ''عندما يحل الدخول المدرسي أعود وكلي نشاط لأنني وفرت المصاريف الخاصة بالمدرسة وأبي فخور بي''. والى جانب بيع قارورات الماء المعدني أو ''المطلوع'' على جنبات الطريق او في الشواطئ، فإن هناك مجالات عمل أخرى موسمية ولجها الأطفال ممن يحبون الاعتماد على النفس ومساعدة عائلاتهم منها العمل كنادل في بعض محلات الأكل السريع، كطفل التقته ''المساء'' في محل أكل سريع ببلوزداد (بلكور)، قال انه يفتخر بنفسه عندما يقبض راتبه الشهري ويتمكن من شراء ما يريد لنفسه دون نسيان بعض الهدايا لوالدته. كذلك قد تستهوي مهنة بيع مستحضرات التجميل أطفال آخرين مثل سمير 14 سنة، الذي يحب مساعدة أخيه الذي يدير محلا لبيع العطور ومواد التجميل بميسونيي وسط العاصمة ويفرح كثيرا بمصروفه اليومي، الذي يحسسه بأنه مستقل عندما يشعر بدراهمه في جيبه وقد اكتسبها من عرق جبينه. كما تنشط حركة بيع الفواكه في موسم الصيف على جنبات الطرق السريعة، وكثيرا ما يقوم بها أطفال يعملون في بيع التين او التين الشوكي، وهي عادة فواكه تقطف من ملكيات أسرهم يجد الأطفال متعة في عرضها على الزبائن وقبض مقابلها دنانير تبعث في نفوسهم الإحساس بالمسؤولية سواء لمساعدة أسرهم أو أنفسهم. أما طرق إنفاق التجار الصغار لدخلهم من الأموال التي يحصلون عليها من خلال عملهم في المشاريع الصغيرة إبان إجازتهم الصيفية، فتتوزع بين من ينفق الأرباح على نفسه لشراء الملابس ومستلزمات الموسم الدراسي المقبل، أو المساهمة في التخفيف من مصاريف العائلة، والبعض الآخر ينفق على أسرته.