كانت المرأة العاصمية تستقبل شهر رمضان بما يسمى ''منارة النبي'' وهي تشبه الفانوس تصنع يدويا في البيوت بسبب انعدامها في الاسواق. ويعتمد في صنعها على اخشاب بسيطة وورق مقوى وشراشف. تصنع على شكل ادراج من طابقين وتربط بخيوط من الجهتين وتعلق امام المدخل وتشعل بداخلها شمعة اعلانا عن مرور يوم من الصيام، بحسب ما كشفته لنا السيدة ''زهرة سليمي'' وهو التقليد الذي يمكن القول إنه اندثر، مشيرة الى ان مائدة الافطار العاصمية مازالت لحد الآن تتميز بطبق الشوربة المحضر ب''المقطفة'' او ''الشعيريات'' بمرق احمر او ابيض، والى جانبها يحضر البوراك المحضر بالمنزل بالعجينة او بأوراق الديول. وتقتضي العادة ان يتناول الصائمون افطارهم بعد صلاة المغرب بدءا بالشوربة ثم باقي الاطباق التي عادة ما تكون متنوعة ما بين ''القاضي وجماعتو'' ''السفيرية'' ''المكفن في حجر يماه'' الذي غاب كثيرا في الايام الحالية ويحضر بلحم الكتف والمرق الابيض، ثم تحضر عجينة طرية وتقلى في الزيت على شكل اصابع وتضاف للمرق قبل موعد الافطار بقليل. إضافة لذلك هناك أنواع كثيرة من أطباق المرق الأحمر والتي تعرف باسم ''الشطيطحة'' وهناك ''المشرمل'' ايضا بمرق احمر عادة ما يكون حارا. أما التحلية فغالبا ما تهتم العاصميات بتحضير ''شباح الصفرة'' او ''طاجين بونارين'' او طاجن الحلو المحضر بالبرقوق المجفف أو الاجاص او التفاح. وبعد التحلية يتوجه الصائمون الى المساجد لاداء صلاة العشاء والتراويح. بالاحياء العريقة للعاصمة مثل القصبة والعقيبة، تتجمع النسوة وسط الدار حول مائدة السهرة التي تثقل بأنواع الحلويات الرمضانية لعل أشهرها الزلابية وقلب اللوز والمحنشة والصامصة الى جانب اباريق الشاي الاخضر. أما الرجال فيسهرون في الاحياء إما بالمقاهي او بالقرب من مداخل العمارات في لعب الدومينو وغالبا ما يمتد السهر إلى موعد السحور. ليلة السابع والعشرين من رمضان تعرف ختان الاطفال، ومن العادات التي تراجعت كثيرا ان يرتدي الطفل ليلة ختانه سروال ''اللوبيا بالطافطا'' و''البديعية'' المطرزة بالفتلة والكنتير وكذلك البرنوس وشاشية اسطنبول وتربط الحنة للصبي وسط الدار في اجواء تملؤها الاغاني والزغاريد. وفي اليوم الموالي يتم ختان الطفل، ويوضع له الى جانب الحناء قطرات من القطران لاعتقاد قديم بان الشياطين تفك في ال27 رمضان وتؤذي من تصادفه والقطران يصد ذلك. حلويات العيد كثيرة لعل أهمها البقلاوة والتشاراك المسكر ومقروط اللوز ومقروط العسل وقائمة طويلة غنية بما لذ وطاب من الحلويات المتوارثة عن الجدات.