وجه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس الأحد رسالة إلى العمال الجزائريين بمناسبة إحياء ذكرى 24 فيفري جاء فيها: أيتها العاملات أيها العمال أخواتي العزيزات إخواني الأعزاء أيتها الجزائريات أيها الجزائريون· وفاء بعهدي لكم عاما بعد عام أشارككم اليوم الاحتفال بذكرى الرابع والعشرين من فبراير حرصا مني على إبراز صلات التضامن التي لا تنفصم عراها بينكم وبين قاطبة الشعب الجزائري· إن ذكرى كل من 24 فبراير 1956 و24 فبراير 1971 تحمل بصورة حية ما تحلى به شعبنا إبان تكتله في مواجهة الأعداء من شجاعة وتصميم وإقدام واستماتة في سبيل أن يفتح أبواب المستقبل الزاهر على مصراعيها أمام أمتنا جمعاء وسلاحه في ذلك العمل والانضباط وتقبل التضحيات· إن الاحتفال بذكرى 24 فبراير يعني في الوقت ذاته العرفان والإكبار لمؤسسي الاتحاد العام للعمال الجزائريين وفي مقدمتهم باعث فكرته المناضل النقابي والوطني الكبير إيدير عيسات الذي اغتالته قوات القمع الاستعمارية وللمبادرين بتأميم المحروقات وعلى رأسهم مهندس القرار المتبصر الجريء الفقيد هواري بومدين رحم الله الجميع · إن الاحتفال بذكرى 24 فبراير يعني تحريك ضمير أمتنا الحي وتذكيرها بالرابط القوي الذي يوحد هذين التاريخين، ذلك أن المشاركة القوية والمنظمة للعمال في 1971 ومثلها في 1956 في الكفاح الموحد الذي خاضه شعبنا لاسترجاع استقلاله وحريته وكريم عيشه كانت هي الكلمة الفصل· إن عرفاننا موجه أولا إلى المناضلين والنقابيين الذين دفعوا ضريبة الدم وجادوا بالنفس والنفيس كي ننعم اليوم بالعيش أحرارا في بلد يعاني فعلا بعض الصعوبات لكن لا يرقى الشك إلى أنه بالفعل بلد ذو سيادة وحر في اختياراته· فعمل واستشهاد أعلام من قامة إيدير عيسات وعبد الحق بن حمودة والكثير الكثير من أبناء الجزائر البررة مهد أمامنا السبيل، سبيل الكفاح والتضحية لتحقيق المثل الجماعي الأعلى المتمثلة أركانه في الاستقلال والرقي والعدالة الاجتماعية· إن الاتحاد العام للعمال الجزائريين كان منذ تأسيسه في طليعة كافة مراحل بناء الدولة الوطنية العصرية المزدهرة وكان إبان حرب التحرير الوطنية حلقة التواصل مع تضامن العمال عبر العالم ومساندتهم لنا في حربنا ضد الاستعمار· ومنذ استقلالنا ما فتئتم تشاركون مشاركة فعّالة في أعمار البلاد وتدافعون في الوقت ذاته عن مصالح العمال بهدف تحسين ظروف معيشتهم وظروف عملهم وتوسيع مساحة مكاسبهم المادية والمعنوية توسيعا تدريجيا· لقد كنتم على الدوام سندا للحكومة في سعيها لمحاربة البطالة وتنشيط الإستثمار العمومي وفيما اتخذته من إجراءات لتشجيع الاستثمار· والإجراءات التي تم اعتمادها إنما ترمي إلى حماية القدرة الشرائية للعمال الأجراء من خلال أفادتهم من المراجعات المتتالية للأجور والتحكم في التضخم ودعم أسعار المواد واسعة الاستهلاك التي ارتفعت ارتفاعا كبيرا في الأسواق الدولية· إن المنظومة الوطنية للحماية الاجتماعية للعمال النشطين والمتقاعدين مكسب غني عن تأكيد أهميتها· وانه ليتعين على العمال والسلطات العمومية الاجتهاد في الحفاظ عليها وجعلها تساير الظروف الجديدة للاقتصاد وآفاق التطور المتوقعة لسوق العمل في عالم تغلب عليه العولمة ومحيط مطرد التنافسية· أيتها العاملات أيها العمال أخواتي العزيزات إخواني الأعزاء أيتها الجزائريات أيها الجزائريون أن احتفالنا اليوم بذكرى 24 فبراير لا يعني استحضار انتصارات الماضي الباهرة لنسيان مشاكل الحاضر بل يعني التسلح بروح 24 فبراير لمعالجتها بنفس الوضوح ونفس الروح النضالية التي تحلينا بها في 1956 وفي 1971 ويعني أيضا استجماع طاقاتنا للانتقال إلى مرحلة جديدة من بنائنا الوطني في ظروف دولية لا ينقطع تغيرها السريع· إن المرحلة الجديدة تستهدف أول ما تستهدف تعزيز مسار المصالحة الوطنية وتعميقه بتوطيد سيادة الدولة التي يجب أن تكون دولة كل جزائرية وكل جزائري كل يوم أكثر· إليكن وإليكم جميعا عاملات وعمالا أتقدم بمناسبة إحياء ذكرى 24 فبراير بأصدق التمنيات بالنجاح في أعمالكم وبالسعادة مع ذويكم وأحبتكم"·