أعلنت المؤسسة الوطنية للملاحة الجوية أمس عن إعادة بعث المناقصة الوطنية والدولية المحدودة، لإنجاز المركز الجهوي للمراقبة الجوية بتمنراست، وذلك بعد أن تعثرت المناقصة الأولى التي أعلنتها المؤسسة في فيفري الماضي، وقد حددت هذه المرة آخر أجل لإيداع العروض بتاريخ 29 نوفمبر المقبل. وقد نشرت المؤسسة على موقعها الإلكتروني كافة الشروط والإجراءات التي ينبغي أن تلتزم بها المؤسسات الراغبة في الاكتتاب في هذا المشروع الاستراتيجي الذي يندرج في إطار مخطط تطوير تسيير الفضاء الجوي الجزائري، مع إدراجها لبند جديد، لم يكن محددا في إعلان المناقصة الأولى غير المثمرة، ويتعلق الأمر باشتراط وجود عقد ساري المفعول بين الشركة أو مجمع الشركات الراغبة في الاكتتاب في المشروع ومكتب دراسات، وقد دعت المؤسسة صاحبة المشروع هذه الشركات للتقدم إلى مديرية الإمداد لسحب دفتر الشروط الخاص بالمشروع، محددة آجال إيداع العروض ب90 يوما بداية من تاريخ إعلان المناقصة، على أن تنتهي هذه المهلة زوال ال29 من شهر نوفمبر القادم، وهو نفس التاريخ الذي حدد لإجراء عملية فتح الأظرفة. وكان من المقرر أن ينطلق مشروع إنجاز المركز الجهوي للمراقبة الجوية بتمنراست في شهر فيفري الماضي وهو من أكبر المشاريع التي تسهر المؤسسة على تجسيدها في إطار برنامج عصرنة أنظمة المراقبة الجوية في الجزائر والذي يهدف إلى دعم التغطية الوطنية لنشاط المراقبة الجوية وتوسيع هذا النشاط وتفعيله عبر مختلف جهات الوطن لاسيما عبر الأجواء الجنوبية التي تشهد تطورا ملحوظا في حركة النقل الجوي خلال السنوات الأخيرة مع تخفيف الضغط على مركز المراقبة الجوية لوادي السمار بالعاصمة، كما ينخرط المشروع بشكل تام في مسعى برنامج رئيس الجمهورية لدعم النمو المتوازن بين كافة مناطق البلاد وذلك بتخصيص حصص معتبرة لإنعاش دعائم التنمية في مناطق الهضاب العليا والجنوب الجزائري. ويجدر التذكير بأنه بفضل الاستثمارات الضخمة التي أعلنتها المؤسسة الوطنية للملاحة الجوية والتي فاقت 3 ملايير دينار، أصبحت الجزائر تتوفر على مناهج عصرية لتسيير الفضاء الجغرافي، مما يجعلها تستقطب أعلى معدل عبور للطيران في شمال إفريقيا. وقد أقامت الجزائر في المرحلة الأولى من عملية تطوير نظام تسيير الفضاء الجوي نظاما عالي التقنية في مجال المراقبة والأمن الجوي الذي يعرف بنظام المعالجة الآلية لوظائف الحركة الجوية، مع تمركز عملية المراقبة بشكل كبير على الجهة الشمالية من الوطن، غيرأنه ومن أجل ضمان مراقبة كل المجال الجوي الجزائري بواسطة الرادار شرعت في المرحلة الثانية في إنجاز مخطط لتطوير تسيير المجال الجوي، الذي يرتكز بالأساس على إنجاز مركب للملاحة الجوية بالقرب من مهبط الطائرات بتمنراست، يتكفل بتغطية المنطقة الجنوبية للمجال الجوي، مع التزود بثمانية رادارات إضافية من أجل تغطية هذه المناطق الجنوبية، ورفع عدد الرادارات المخصصة للمراقبة الجوية عبر كافة التراب الوطني إلى 13 رادارا، تغطي نحو 50 مطارا. وإلى جانب إعادة بعث المناقصة الخاصة بالمركز الجهوي للمراقبة الجوية الذي سيتم إنجازه بولاية تمنراست، ينتظر أن تعيد مؤسسة الملاحة إعادة بعث مشاريع أبراج المراقبة المقرر إنجازها بمطارات الجزائر، قسنطينة، غرداية، وهران وتمنراست، والتي تعطلت بعد اعتراض الجهات الوصية بالنظر للعدد القليل للمؤسسات المكتتبة، ومطالبتها للمؤسسة صاحبة المشروع بالتريث وإعادة بعث المناقصة من جديد بغرض استقطاب أكبر عدد من المؤسسات الراغبة في الاكتتاب.