تنتهي وزارة النقل في غضون أواخر الشهر المقبل من اعداد كافة العمليات المدرجة في إطار برنامج رئيس الجمهورية لتطوير وعصرنة نظام الملاحة والمراقبة الجوية، حيث يرتقب بعث أربعة مشاريع جديدة، تشمل إلى جانب المشروع الرئيسي المتمثل في انجاز مركز للمراقبة الجوية بتمنراست، اقتناء الأنظمة الإلكترونية لهبوط الطائرات وتجهيزات للوقاية والأمن الجوي· وفي إطار تجسيد مخططها الاستثماري لتسيير المجال الجوي المدرج في سياق برنامج الرئيس لدعم التنمية، وقعت المؤسسة الوطنية للملاحة الجوية منذ يومين بمقر وزارة المالية مع المجمع الإسباني "سينير غوب" على العقد الخاص بالدراسة التقنية المتضمنة مشروع تحديث نظام المراقبة وتزويد المطارات الجزائرية، بخمسة أبراج جديدة للمراقبة سيتم وضعها بمطارات الجزائر، قسنطينة، غرداية، وهران وتمنراست· وهي الدراسة التي ينتظر استكمالها في ظرف 6 أشهر ليفسح المجال بعد ذلك لعملية المناقصة التي ستحدد المؤسسات التي ستتولى عملية تجسيد المشروع بإنجاز الأجنحة التقنية الخمس التي ستضم أبراج المراقبة الجديدة· مع الإشارة إلى أن مجمع "سينير غوب" يعد من أبرز المؤسسات المتخصصة في تطوير المطارات وأنظمة الملاحة الجوية في إسبانيا، حيث أشرف على الدراسات التقنية الخاصة بتوسيع مطاري "مالاغا" و"أليكانت" · وجاء توقيع هذا العقد الجديد بعد 4 أيام فقط من استلام عروض المتعهدين في المناقصة الوطنية الخاصة بإقتناء 25 جهازا للضبط الدقيق لمسارات هبوط الطائرات ( بابي) التي تساعد الطيارين في المتابعة البصرية المباشرة لعمليات الهبوط، وأياما قليلة أيضا بعد استلام برج المراقبة المتنقل، الذي تم وضعه بمطار هواري بومدين، بينما تم تحويل البرج المتنقل السابق لمطار الجزائر إلى مطار عين قزام بتمنراست· وإلى جانب هذه المشاريع المعلنة، ينتظر أن تعلن المؤسسة الوطنية للملاحة الجوية وبإشراف وزير النقل السيد محمد مغلاوي مطلع شهر فيفري المقبل عن انطلاق تجسيد أكبر مشروع مدرج في سياق البرنامج ذاته والمتمثل في إنجاز مركب جهوي للمراقبة الجوية بولاية تمنراست، وهو المشروع الذي يهدف إلى دعم التغطية الوطنية لنشاط المراقبة الجوية وتوسيع هذا النشاط وتفعيله عبر مختلف جهات الوطن، ولاسيما عبر الأجواء الجنوبية التي تشهد تطورا ملحوظا في حركة النقل الجوي خلال السنوات الأخيرة ، كما ينخرط المشروع بشكل تام في مسعى برنامج رئيس الجمهورية لدعم النمو المتوازن بين كافة مناطق البلاد، وذلك بتخصيص حصص معتبرة لإنعاش دعائم التنمية في مناطق الهضاب العليا والجنوب الجزائري· وعلاوة على هذا المشروع الإستراتيجي، ستستكمل وزارة النقل خلال الأيام القادمة كافة العمليات المتبقية من برنامج تطوير وتسيير المجال الجوي الجزائري، وذلك بالتوقيع على العقود الخاصة باقتناء 10 أجهزة للإشارات الضوئية، 11 شاحنة إطفاء، 9 أجهزة اتصال متخصصة (فور) و4 أجهزة للمعاينة والقياس عن بعد (دي أم أو)· وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر استثمرت خلال السنوات الخمس الأخيرة نحو 3 ملايير دينار لعصرنة هياكل المراقبة الجوية وتكوين عمال الحركة الجوية، بينما رصد لبرنامج التطوير الممتد إلى غضون سنة 2012 حوالي 70 مليون أورو مخصصة بالأساس لاقتناء التجهيزات العصرية، ومنها الطائرة المخبرية التي تم توقيع عقد شرائها مع المؤسسة الأمريكية المتخصصة في الصناعة الجوية "سيسنا إيركرافت"، في شهر ديسمبر الماضي، وهي طائرة من نوع "اكس أل أس" موجهة للاستخدامات المتصلة بتعيير وقياس المسالك الجوية، وينتظر استلامها في غضون 24 شهرا· كما تندرج في إطار نفس البرنامج الإستثماري عملية اقتناء أجهزة "إي أل أس" التي تعتبر أنجع نظام مساعد لعمليات هبوط الطائرات، بالنسبة للجزائر، وذلك لمطابقتها لمواصفات المطارات الجزائرية، حيث يغنيها هذا النظام عن الاستعمال الشامل لنظام الأقمار الصناعية التي تحاول، بعض الجهات فرضه على الجزائر·