لم تسع الفرحة محيا مراد زيديري وهو يظفر بالمرتبة الأولى للطبعة الخامسة للمهرجان الثقافي الوطني لأغنية الشعبي ويقرّر تخطي كلّ الظروف ومن بينها مرضه العصيب (الفشل الكلوي) لكي يضع قدميه بكلّ قوّة في مجال الغناء الشعبي. تحصّل مراد زيديري من بجاية على الجائزة الأولى لمهرجان أغنية الشعبي (ثلاثين مليون سنتيم) وفي هذا السياق، أكّد ل''المساء'' تصميمه على مواصلة دربه الفني خاصة بعد هذا النجاح الذي حقّقه في هذا المهرجان والذي يأمل أن يفتح له أبواب فن الشعبي. من جهتها، نالت سهير إيمان من البليدة المرتبة الثانية (عشرون مليون سنتيم)، وعبرّت ل''المساء'' عن فرحتها العارمة بهذا التتويج الذي ''يؤكّد قدرة المرأة على اقتحام فن وصف بأنّه رجالي'' وأضافت أنّ هذا الفوز سيشجّع حتما الكثير من الفنانات اللواتي يردن أداء فن الشعبي في تحقيق حلمهن. أمّا المرتبة الثالثة فكانت من نصيب مولود فتيحاني من العاصمة (عشرة ملايين سنتيم)، في حين ظفر المهدي بوضراف زهران من مستغانم بالمرتبة الرابعة (خمسة ملايين سنتيم)، بينما تحصّل سفيان خولالي من سوق أهراس على المرتبة الخامسة بثلاثة ملايين سنتيم. وفي نفس السياق، فاز بجائزة ''بوجمعة العنقيس'' جمال بردي من الشلف والمقدرّة بثلاثة ملايين سنتيم، وبجائزة ''معزوز بوعجاج'' نجيب من البليدة (ثلاثة ملايين سنتيم)، أمّا جائزة ''حسيسن'' فقد كانت من نصيب مزيان مختار من العاصمة، وبالمقابل تحصّل كلّ من سيد أحمد دراجي من العاصمة ومحمد بن مقدّم من تيبازة على جائزة تشجيعية كلّ على حدة وتقدر بمليونيّ سنيتم. ونالت صابرية بوجلة من مستغانم جائزة الأداء النسوي (المقدرة بخمسة ملايين سنتيم)، أمّا جائزة التحكيم الخاصة فقد ظفر بها محمد سعدودي من جيجل والتي وصلت قيمتها إلى خمسة ملايين سنتيم. وتمّ في اختتام مهرجان أغنية الشعبي والذي احتضن فعالياته المسرح الوطني الجزائري ''محي الدين بشطارزي'' تكريم الفنّانين بوجمعة العنقيس ومعزوز بوحجاج وكذا الفنان الراحل حسيسن، بحيث أدّى أحسن نايت زعيم من تيزي وزو أجمل أغاني حسيسن، في حين قدّم حكيم العنقيس أرق ما أدّى والده الحاج بوجمعة، أما رشيد قطافة من مستغانم فقد قدّم وصلات من ريبيرتوار معزوز بوعجاج. وفي هذا السياق، كرّمت عائلة المرحوم حسيسن ممثّلة في أرملته التي قدمت مرتدية اللباس التقليدي العاصمي ''الحايك''، أمّا بوجمعة العنقيس، المكرّم ورئيس لجنة تحكيم المهرجان، فقد غنى مقاطع من أغانيه الجميلة بطريقة عفوية وصاحبته في أدائه وزيرة الثقافة خليدة تومي، ونفس الشيء بالنسبة لمعزوز بوعجاج الذي حقّق مطلب الجمهور في أداء أغنية من أغانيه على المباشر ورافقه في ترديد بعض المقاطع وزير الاتصال السيد ناصر مهل، فكانت سهرة شارك في تنشيطها فنانون ورسميون لأجل فن الشعبي. للإشارة تمّ في بداية سهرة الاختتام عرض شريط وثائقي قصير حول الفنان الراحل حسيسن واسمه الحقيقي أحسن العربي الذي ولد سنة 1929 في القصبة، اقتحم عالم الفن في سن مبكرة وأصبح محترفا بعد سفره إلى باريس وتتلّمذ على يدي الشيخ ميسوم، التحق بحركة انتصار حريات الديمقراطية ثم بجبهة التحرير وتمثّلت مهمته في نقل المعلومات. انخرط حسيسن في الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني وغادر إلى تونس حيث توفي هناك (التاسعة والعشرين من العمر، وبالضبط سنة 1958) بعد مرض عضال وعلى الرغم من رحيله المبكر إلاّ أنّه يعتبر أحد روّاد فن الشعبي.