أمهل وزير التربية الوطنية السيد أبوبكر بن بوزيد أمس رئيس المجلس التوجيهي لمتابعة الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية وتعليم الكبار مدة 15 يوما لإعادة النظر والتنسيق بين كل الفاعلين في المجلس من الديوان الوطني لمحو الأمية والجمعيات وذلك حتى ترسم الخطوط العريضة للشروع الفعلي في تطبيق الاستراتيجية التي اعتمدتها الحكومة بتاريخ 23 جانفي2007، في حين أعلن الوزير رسميا عن اقتسام الغلاف المالي المخصص لمحو الأمية والمقدر ب 180 مليار سنتيم بين كل الفاعلين خاصة الجمعيات غير الحكومية · وأبدى وزير التربية الوطنية أمس استياءه من استراتيجية عمل الديوان الوطني لمحو الأمية حيث لم يتوان في لوم مدير الديوان على تأخر إصدار الكتب الخاصة بأقسام محوالأمية ودفع أجرة الموظفين، مشيرا إلى أن الوزارة ترفض تسييس ملف محو الأمية لذلك أعلن ممثل الحكومة رسميا أمس خلال حفل تنصيب المجلس التوجيهي عن إشراك الجمعيات غير الحكومية الناشطة في المجال وهي على التوالي جمعية اقرأ، رابطة القلم ، حركة الإصلاح والإرشاد والكشافة الإسلامية في طبع الكتب الخاصة بأقسام تعليم الكبار على أن توافق عليها لجنة مراقبة المناهج، في حين سيتم اقتسام الغلاف المالي المخصص هذه السنة لنشاطات محو الأمية والمقدر ب 180 مليار سنتيم بين الجمعيات المعنية والديوان الوطني لمحو الأمية كسابقة تعد الأولى من نوعها للسماح لهذه الجمعيات من تنويع خدماتها وتوسيع نشاط تعليم الكبار في القرى والمداشر، مشددا على الرقابة التي ستكون سنويا لتحديد كيفية استغلال الغلاف المالي فمن غير المعقول يقول الوزير مطالبة الجمعية بشراء الطلاسات والطباشير والسبورة · ومن جهتها ركزت الوزيرة المنتدبة لدى وزارة الصحة والسكان والمستشفيات المكلفة بالعائلة وشؤون المرأة السيدة نوارة سعدية جعفر، على ضرورة العمل وفق دفتر أعباء يوضع تحت تصرف الجمعيات التي تختار من خلاله ما يمكن أن تحققه كل جمعية، مشيرة الى أن إشراك المجتمع المدني في نشاطات تعليم الكبار يعتبر أكثر من ضرورة لما يمكن أن تقدمه في القرى والمداشر البعيدة خاصة بالنسبة للمرأة التي أصبحت تطالب اليوم، على حد تعبير الوزيرة، ببلوغ مستوى التعليم الثانوي ونيل شهادة الباكالوريا رغم سنهن المتقدم· ولدى اطلاع وزير القطاع على العراقيل التي تعاني منها الجمعيات في مجال تفعيل أقسام تعليم الكبار قرر إعادة النظر في استراتيجية عمل الديوان الوطني لمحو الأمية لإضفاء مرونة أكثر في معاملاته مع باقي الشركاء من الجمعيات، واصدار مرسوم وزاري مشترك عما قريب يخص توظيف المنشطين الذين يجب أن يكون مستواهم يتراوح بين الثالثة الثانوي وليسانس، حيث تقرر فتح مناصب شغل ل 20 ألف جامعي سيتلقون تكوينا خاصا ليصبحوا في المستقبل مكونين وبذلك يمكن بلوغ أهداف الوزارة وهو القضاء نهائيا على الأمية في حدود 2015 · ويرتقب بلوغ عدد المتمدرسين سنة 2009 بأقسام تعليم الكبار 600 ألف شخص علما أن العدد الحالي بلغ 500 ألف دارس وهوما يعني محو أمية 8 بالمئة من الأشخاص · ولدى عرض السيدة عائشة باركي رئيسة جمعية اقرأ للعراقيل التي تواجه مختلف الجمعيات الناشطة في محو الأمية، طالبت وزير القطاع بتنصيب مفتش بيداغوجي لأقسام تعليم الكبار مع إعداد دراسة شاملة للنشاط للوقوف على العدد الحقيقي للأميين بالجزائر، في حين أشارت المتدخلة الى مشكل رفض الديوان الوطني لمحو الأمية فتح أقسام التمدرس لأقل من 20 طالبا وهوما يتنافى مع الواقع، وفي نفس الشأن أمر السيد بن بوزيد بتأطير الأقسام مباشرة بعد تسجيل الطلبة ولو كان عددهم أربعة، أما بخصوص توقيف عقود عدد من المنشطين بسبب عدم حصولهم على شهادات ليسانس وهوالانشغال الذي سجلته كل الجمعيات، أكد الوزير أن الأمر سيحل قريبا· وفي ختام اللقاء أمهل الوزير رئيس المجلس التوجيهي السيد هدواس عبد المجيد فترة خمسة عشر يوما للاجتماع والتنسيق مع الجمعيات الناشطة في الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية بغرض الخروج باتفاق موحد يخص تحديد الإمكانيات والمناصب والغلاف المالي بما يخدم القطاع وذلك قبل التنصيب الفعلي للمجلس ·